أخبار العالمالشرق الأوسط

الحلقة المُفرغة …

نمرود سليمان-سياسي سوري-

أخطر عقبة أمام الحل السياسي هي الحلقة المفرغة ، مفهوم هذا المصطلح ( الحلقة المفرغة ) هو التالي .
عندما يجتمع طرفي الصراع ويتمسك كل طرف بأولوياته ولا يتنازل عنها فيدخل الحل السياسي في أزمة ، هذا ما حصل باللجنة الدستورية السورية والشيء نفسه حدث بلجان التفاوض ، لذا الحل السياسي يحتاج الى تقديم تنازلات من قبل الطرقين ويلتقيا في منطقة سياسية وسطى ، اذا اسقطنا ذلك على المشهد السوري نلاحظ أن النظام يشعر بأنه سجّل انتصارات وأصبح قوياً لذا يتمسك بأولوياته ، بينما المعارضة تعيش في تيه سياسي أو زورق تائه تتقاذفها الامواج السياسية ، بعد أيام ثلاثة ستجتمع لجنة استانا المرفوضة من عموم الشعب ، وفي شباط ستجتمع اللجنة الدستورية المرفوضة هي الاخرى .
في اجواء هكذا مناخات سياسية تزداد الشائعات نتيجة لانغلاق الأفق السياسي وينخرط اليائيسون في تضخيم الاشاعة ، تحاول الغرف الافتراضية للسوريين وما أكثرها اثارة مواضيع لا تخدم المرحلة لفشلها بإيجاد البديل السياسي ، تناقش تصريح لمسؤال من هنا وهناك وتفتح ملفات سياسية فكرية كثيرة مفيدة ولكنها لا تخدم المرحلة .
في هذا التيه السياسي نلاحظ تناقضات سورية تعبر عن الضياع القادم ، في شباط القادم سيحضر البعض من السوريين ندوة علمية في الدوحة عاصمة قطر للبحث عن مخارج للازمة السورية ، وتدعو مسد لعقد مؤتمر وطني سوري في العام القادم يبحث في ايجاد اطار سياسي ديمقراطي غائب عن سورية كما يقولون ، وباللحظة نفسها تدعو الدول صاحبة النفوذ في سورية الى اجتماع استانا واللجنة الدستورية .
هل هي سخرية القدر لما يجري بسورية ، اما السوريين عاجزين عن ايجاد الحلول .
آن الآوان أن يقول السوريون : وداعاً للمعارضة التي حولتنا الى شحاديين سياسيين ، ندعو الى تشكيل معارضة سورية غير تابعة ومستقلة باشخاص لهم تاريخهم السياسي والاقتصادي والعسكري وما اكثرهم وصياغة مشروع سياسي يلبي مصالح الشعب السوري وفقاً لمنهج علمي ومنطق سياسي ونودع عواطفنا ورغباتنا التي ساهمت في الوصول الى ما هو قائم عندها تأتي الدول للتعاون معنا وننتهي من مرحلة الشحاديين السياسين .أ

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق