18 قتيلاً في هجوم انتحاري يستهدف معسكرًا عسكريًا شمال غرب باكستان

قسم الأخبار الدولية 05/03/2025
في هجوم انتحاري استهدف معسكرًا عسكريًا في إقليم خيبر بختونخواه شمال غرب باكستان، قُتل 18 شخصًا بينهم 13 مدنيًا و5 عسكريين. الهجوم وقع مساء الاثنين، في بلدة بانو الواقعة قرب الحدود مع أفغانستان، وهو يحمل رسائل أمنية كبيرة بشأن الوضع في تلك المنطقة.
تفاصيل الهجوم وديناميكياته
وقع الهجوم في وقت حساس، أثناء فترة الإفطار الرمضاني، حيث كانت الأسواق تعج بالحركة. استخدم المهاجمون سيارات ملغمة لتفجير بوابة المعسكر، ما أدى إلى انهيار سقف مسجد قريب. الهجوم وقع في منطقة مزدحمة بالناس، مما زاد من عدد الضحايا بشكل ملحوظ. وأكدت المصادر الأمنية أن القوات الباكستانية منعت المهاجمين من اقتحام المعسكر بشكل كامل رغم تدمير البوابة الرئيسية، مما يبرز مستوى التنسيق العسكري في التصدي للهجوم.
ومن بين القتلى كان 6 أطفال، وهو ما يعكس مدى قسوة الهجوم على المدنيين الأبرياء. كما أصيب 30 شخصًا آخرين بجروح متفاوتة. الحصيلة ليست مجرد أرقام، بل تعكس فشلًا آخر في تأمين المناطق المتاخمة للحدود مع أفغانستان، حيث تنشط جماعات مسلحة متعددة، ما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة.
المسؤولية والتبني
فيما يتعلق بالجهة المسؤولة عن الهجوم، أعلنت جماعة “حافظ غل بهادور” مسؤوليتها عن التفجيرات. هذه الجماعة تُعد جزءًا من الحركات المسلحة المتشددة في المنطقة التي تعمل بالتوازي مع طالبان باكستان وغيرها من التنظيمات المرتبطة بالتطرف. ويأتي هذا الهجوم في سياق حرب شاملة ضد القوات الباكستانية، التي تواجه تحديات متزايدة من قِبل هذه الجماعات التي تهدف إلى تقويض الاستقرار الداخلي.
وفي رد فعل رسمي، أدان رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف الهجوم بشدة، مُؤكدًا أن باكستان لن تسمح لأعدائها بتحقيق أهدافهم الشريرة. وأشار إلى أن بلاده ستواصل دعم القوات المسلحة في مكافحة الإرهاب. تأتي هذه التصريحات في وقت حساس، حيث تحاول باكستان التأكيد على قدرتها على مواجهة التهديدات الأمنية، خاصة مع تزايد الهجمات التي تستهدف مواقع عسكرية حيوية، مما يعكس عجزًا في تحسين الأمن في مناطق الحدود.
السيناريو الأمني في المنطقة
تعيش المنطقة الشمالية الغربية لباكستان حالة من عدم الاستقرار الدائم نتيجة تنقل المجموعات الإرهابية عبر الحدود الأفغانية، حيث يجدون ملاذًا آمنًا في الأراضي الوعرة. حركة طالبان باكستان وتنظيمات أخرى مثل داعش تستغل الفراغ الأمني الناتج عن الحدود غير المحكومة لتعزيز وجودها، وهو ما يتطلب استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب في هذه المناطق المتأثرة بالحروب المستمرة والتوترات الإقليمية.
يُرجح أن هذا الهجوم سيكون جزءًا من تصعيد مستمر ضد القوات الباكستانية، خاصة في ظل الأوضاع السياسية المتوترة في باكستان وأفغانستان. كما أنه يضع الحكومة الباكستانية أمام اختبار صعب في كيفية التعامل مع هذه التهديدات الأمنية المتزايدة، سواء عبر تفعيل الخطط العسكرية أو تعزيز التعاون الإقليمي في مجال مكافحة الإرهاب، والذي يعد التحدي الأكبر في ظل الشراكات المتباينة مع الدول المجاورة.