أخبار العالمالشرق الأوسط

تنظيم الدولة الإسلامية يحشد لشن هجمات، هل اختفى التنظيم فعلا ليعود؟

تتحدّث تقارير عن مخططات لداعش لشن هجمات إرهابية وتحشيد 10 آلاف مقاتل في سوريا، بعد سنوات من محاولات القضاء على هذه الدولة  الوهمية التي استخدمتها عدة أطراف غربية لنشر الفوضى في المنطقة والابتعاد عن الاستقرار.

وقالت قوات سوريا الديمقراطية “قسد” مؤخرا، إن تنظيم داعش الإرهابي يحشد قواته المتخفية في أرجاء سوريا والبالغ تعدادها 10 آلاف مقاتل تقريبًا، لتنفيذ هجمات إرهابية جديدة.

وأوضحت أنه منذ بداية العالم الجاري، والتنظيم الإرهابي يصعّد عملياته الفردية بشكل كبير، بعد تراجع نفوذه في السنوات السابقة.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان في الأيام الماضية، أن داعش قد نفذ 50 هجومًا داخل الأراضي السورية خلال شهر يناير الماضي، وفبراير الجاري، أدت إلى مقتل أكثر من 100 مدني وعسكري.

قال الخبير في شؤون الإرهاب، زانا عمر، في حديث مع صحيفة ستراتيجيا نيوز، إن تنظيم الدولة الإسلامية داعش دخل عمليا بعد مرحلة الباغوز المرحلة الثالثة بعد الانهيار والتي أطيلت بحدود عامي2020،2021، وهو الآن ضمن مرحلة إستراتيجية الانتظار التي عمل عليها التنظيم ثلاث سنوات وقد انتظر موضوع الهجوم التركي والانسحاب الأمريكي لاغتنام الفرص والحشد للهجوم وتحقيق أهداف معينة موجودة بالحسكة والمتمثلة في مخيم الهول وسجن الصناعة  وغويران.

وأفاد بأن منظري التنظيم توقعوا ما تم ذكره لتنفيذ المخططات المبرمجة، برغم تنفيذ هجوم كان على سجن الصناعة وهو الهجوم الأكبر بعد الباغوز والذي شارك فيه أكثر من400مسلح من التنظيم وحشد 400آخرين من امتداد الفرات من دير الزور واستقدام مقاتلين من البادية السورية وعبور نهر الفرات مايعني مئات الكلمترات لتنفيذ الهجوم بمدينة الحسكة يعتبر مؤشرا خطيرا ودليل على قوة التنظيم وتماسكه، مؤكدا أن المنظرين اليوم لم يعد يقنعهم إمكانية الانسحاب الأمريكي والهجوم التركي الواسع، ما أثر على داعش وشجع ذلك على مزيد الانضمام للتنظيم.

وكشف عن وجود أكثر من أربعين ألف مقاتل  بالتنظيم اليوم يتحركون في مناطق معروفة على غرار البادية السورية ومناطق واسعة من ريف دير الزور  المتاخم للحدود العراقية.

ولفت إلى استفادة داعش من الصراعات في المنطقة علاوة على مساعدة الهجمات التركية على قوات سوريا الديمقراطية التنظيم على التحرك بقوة وبأهداف محددة، مؤكدا أن التحرك في الفترة القادمة سيكون في الرقة والحسكة وخاصة الهول وسجن غويران وسجن المركزي.

وقال محدثنا إن حوالي ألفين من اليافعين تم تهريبهم من الهول نحو البادية السورية وأرياف دير الزور والرقة للمشاركة في العمليات القتالية والانتحارية بعد إنهاء مايسمّى بالدورات الشرعي داخل المخيم أو إعادة تأهيلهم ايديولوجيا.

وتطرق إلى عرض زوجات و بنات خليفة داعش الذي تم القضاء عليه  ابو بكر البغدادي على قناة العربية  ما سيستفز التنظيم  للقيام بعمليات انتقامية خصوصا في العراق.

وعن  مؤشرات قوة التنظيم، قال محدثنا : هي كثيرة على سبيل المثال مخيم الهول و نوعية الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها خلال السنوات حملات التمشيط، داعش سوف ينفجر وسيناريو 2014 سوف يعود”.

وعلق أحمد محمد الصحفي المختص في تعقب ملف داعش في المنطقة، في حديث لصحيفتنا، قائلا: داعش لم يختفي ليعود قبل 3 أيام استهدف مركز لمجلس سوريا الديمقراطية في مدينة القامشلي بقنبلة يدوية واستهدف مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية في دير الزور وفي الحسكة، عبر خلاياه، داعش هزم وضعف لكنه لم يختفي نهائيا، ويستغل أي فراغ أمني في المنطقة لا سيما مع كل تعرض المنطقة لهجوم من قبل تركيا والنظام السوري والفصائل الإيرانية” .

 وأكد أنه طالما ملف داعش معلقاً من قبل الدول المنخرطة مواطنيها في صفوف داعش وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والتحالف الدولي لمحاربة داعش وبالتحديد في مناطق الإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا، وعدم تناوله خطورة داعش كملف كامل، والتنصل من المسؤوليات في معالجته كملف كامل، تبقى خطورة داعش قائمة، لا سيما هناك في شمال وشرق سوريا مخيمين يأويان الآلاف من أسر داعش منحدرين من أكثر من 53 دولة أجنبية لجانب السوريين والعراقيين، ولطالما هناك معتقلات يحتجز فيها أكثر من 19 ألف عنصر وقيادي من داعش في المنطقة، ضمن مباني احتجاز غير مخصصة لتكون سجون خاص لاحتجاز اخطر العناصر الإرهابية.

وأردف” من جهة أخرى ما يزيد خطورة عودة داعش هو الهجمات التركية المستمرة لمناطق الإدارة الذاتية ومسؤوليها وقيادات في قوات سوريا الديمقراطية وافرادها، يتم الحديث عن أعداد كبيرة لعناصر داعش في سوريا ككل، قد يكون لكن في مناطق شمال وشرق سوريا يشهد العدد الأقل التي تعمل كخلايا تتحرك في حرب عصابات قد تستهدف عناصر أو شخصيات أو احد النقاط، إنما الحديث عن عودته بكل قوة والسيطرة على المنطقة، فهذا الأمر مستبعد نظراً للجرائم التي ارتكبها داعش بحق السوريين، وما ألحق به من هزائم في البلاد من قبل قوات سوريا الديمقراطية التي أنهت سيطرته على آخر معقل له في شرق الفرات مارس عام 2019 “الباغوز”، وذلك بكل تأكيد لن يحدث إلا بضوء أخضر أمريكي وبتدخل مباشر تركي عبر عملياتها العسكرية التي ستوجه جهود حراسة المعتقلين والمحتجزين، إلى حماية المنطقة من الهجمات التركية، ولان غالبية تركيا التي تستخدمها تركيا في حربها ضد قوات سوريا الديمقراطية هي بقايا داعش، التي في مسعاها الرئيسي إعادة إحياء داعش تسخيراً لمصالحها على الصعيد السوري والدولي.”.

وقال الدكتور منير اديب، الخبير في شؤون الإرهاب،  في حديث مع صحيفتنا، إنه منذ الإعلان عن سقوط تنظيم داعش الإرهابي في 22مارس2019، ومنذ سقوط هذه الدولة  بات التنظيم خطرا  أكبر مما كان عليه حين أقام دولته في يونيو2014، مرجعا ذلك لأسباب كثيرة منها أن المجتمع الدولي أصبح ضعيفا أمام قوة التنظيم حتى بعد انهياره،  مايعود إلى استخدام بعض دول العالم له في شكل خلايا منفردة باتت  أشد من السابق.

وقال أديب إن الحديث عن سقوط التنظيم يؤكد استمرار وجوده وتمركزه برغم الانهيار الجغرافي، لافتا إلى أن النقاش اليوم حول هزيمة مؤقتة للتنظيم هو وضع معقد وملتبس لاغير.

وأكد الخبير في شؤون الإرهاب، أن داعش لم يغب عن المشهد حتى يتم الحديث عن عودة.

وأشار إلى مدى خطورة التنظيم اليوم على سوريا والشرق الأوسط وحتى العالم خاصة مع الصراعات الكثيرة في العالم والحروب،

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق