أخبار العالمأمريكاالشرق الأوسطبحوث ودراسات

“دولة فارس ودولة اليهود”: السياسة الأمنية الأمريكية وإعادة تموضع داعش الإرهابي في المنطقة

 

 

 

تقديم :

تتفق التقارير البحثية أن داعش صناعة أمريكية خالصة.

منذ إندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران تبنى  تنظيم “داعش الإرهابي” في مفتتح  صحيفة “النبأ ” الإخبارية التابعة له في  مقالا بعنوان “دولة فارس ودولة اليهود”؛ لكن الصحيفة إعتبرت أن التوصيف الدقيق للحرب الجارية بين إسرائيل وإيران صراع بين مشروعين متنافسين وحرضت على “وجوب استغلال الفوضى الناجمة عن هذه الحروب في مضاعفة الجهاد على كل الأصعدة، في الإمداد والإسناد والاستقطاب والتجنيد والتسليح” بدعوى حماية الإسلام .

داعش وإيران وإسرائيل 

لا أحد اليوم يمكن أن يدرك طبيعة العلاقة بين إيران وداعش، غير أن الفتنة بدأت في الانتشار خلال السنوات الأخيرة، خصوصا بعد حرب السابع من أكتوبر بتوحيد صفوف المقاومة ضمن القائد الإيراني وتشكيل “المقاومة” بدل “عقيدة “الجهاد”، وبذلك سمحت الفصائل الفلسطينية لإيران أن تتصدر المشهد الفلسطيني  والدفاع عن فلسطين بمباركة الشعوب العربية وشهرة المقاومة الفلسطينية المسلحة لدى الجماهير الغربية رغم معارضة الحكومات ل”حماس”. وبالتالي تستدعي تلك المؤشرات تفكيك العلاقة التي تجمع بين “داعش الإرهابي” وإيران .

بدأ داعش الإرهابي باستهداف إيران بعمليات إرهابية، كان أولها الهجوم ضد “مجلس الشورى” الإيراني، وضريح “آية الله الخميني” في عام 2017؛ مما أسفر عن مقتل 17 شخصًا على الأقل وإصابة 50 آخرين، وفي أعقاب هذا الهجوم، أشار بيان لمسلح يتحدث باللغة الكردية إلى أن الهجمات كانت مجرد بداية لحملة مطولة، معلنًا أن هذا الهجوم لن يكون الأخير. وبالفعل لم يكن الأخير حيث نفذ التنظيم عددًا من الهجمات داخل الأراضي الإيرانية أبرزها، استهداف ضريح “شاه جراغ” في مدينة شيراز في عام 2022، فضلًا عن استهداف مدينة  كرمان  العام الماضي.

السياسة الأمنية الأمريكية تختزل في اليد التي تحرك لعبة الشطرنج ، فمن يحرك داعش؟

لقد اعتمد داعش على الخطاب القائم على التحريض الطائفي ضد إيران والمجتمعات الشيعية حيث يضع التنظيم إيران في خانة العداء وفي هذا السياق، قال التنظيم في عدد أخر ورد  بنفس الصحيفة  “الوعد الكاذب” فشل وضعف الرد الإيراني على الاستهداف الإسرائيلي للقادة الإيرانيين في دمشق”

ويسهم هذا الخطاب في التأطير للعداء الطائفي تجاه المجتمعات التي تضم الشيعة والسنة معا ومحالة الإقناع بفشل الذراع الإيراني أمام العداء الإسرائيلي . وقد يمتد إلى شن هجمات على الأهداف الإيرانية في العراق وسوريا. كما أنه في الوقت ذاته يعطي الذريعة للجماعات العلوية مثل “لواء الساحل” في سوريا لتعزيز إندماجه مع التنظيم ضد النفوذ الإيراني بالمنطقة  لسيما مع تصاعد الخطاب الطائفي ضدهم. 

كذلك من المرجح أن يوظف التنظيم هذا الخطاب الطائفي لتوسيع دائرة الاستقطاب والتجنيد، بهدف اجتذاب عناصر جديدة لصفوفه ، وفي هذا الطرح تبرز محاولات التنظيم في استقطاب العناصر المسلحة الأخرى المعادية  أي محور المقاومة وهيئة تحرير الشام .

ويمكم تفسير هذا المنحى الجديد من خلال دور السياسة الأمريكية في إعادة تموضع تنظيم داعش الإرهابي من جديد حيث أن التصعيد الإسرائيلي الإيراني مثل فرصة لإعادة التموضع العملياتي

خلاصة 

من المتوقع أن يأتي هذا التموضع في عدد من الساحة الجغرافية المختلفة، على رأسها معاقله التقليدية في العراق وسوريا، لا سيما مع سعيه إلى تعزيز نفوذه في الساحة السورية، عبر تطوير هجماته   إذ تشير العمليات التي تبناها مثل هجمات محافظة السويداء الشرقية، إلى سعيه لإرسال رسالة مفادها أنه لا يزال مؤثرًا في التفاعلات الأمنية في معاقله التقليدية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق