دارفور:تهريب السيارات ومخاطر الإرهاب والجريمة
دارفور-السودان-03 أبريل 2021
تحدثت تقارير عن استغلال” بوكو حرام” السيارات المهربة في ارتكاب الجرائم وتهدد أمن السودان، حيث تنشط تجارة هذه السيارات بشكل لافت في دارفور التي تمثل بيئة جاذبة لانتشار التنظيمات المتطرفة ما يثير قلق السلطات السودانية من خطر الإرهاب.
وارتبط اسم سيارات “البوكو” بظهور جماعة بوكو حرام الإرهابية في دول مجاورة، التي كانت سببا رئيسيا لتهريب تلك السيارات إلى السودان عبر حدوده الغربية مع لبيبا وتشاد والنيجر.
وعادة ما تدخل تلك السيارات إلى السودان من غير لوحات، ويتم استخدام بعضها في ارتكاب جرائم، في مرحلة ما قبل تسجيلها في الإدارة العامة للمرور، الأمر الذي يجعل أمر توقيف مُرتكبيها في غاية الصعوبة. ويستغل المهربون إدخال تلك السيارات إلى السودان بالاستفادة من أجواء الأزمة الليبية خلال السنوات الماضية التي فتحت الباب على مصراعيه أمامهم.
وعادة ما تدخل هذه السيارات من ليبيا مرورا بالصحراء الكبرى والولايات الحدودية (ولايتي غرب دارفور والشمالية) عن طريق التهريب. وفي فبراير الماضي كشف مسؤولون سودانيون عن أرقام مقلقة بخصوص تلك السيارات، حيث أحصت السلطات المختصة 300 ألف سيارة “بوكو” بولاية الخرطوم لوحدها، ما ينعكس سلبا على الأمن والازدحام المروري.
وتنشط تجارة سيارات “البوكو” بشكل لافت في إقليم دارفور غربي السودان، على الحدود مع ليبيا ودول غرب إفريقيا.
وسبق أن أبلغت الشرطة الدولية “الإنتربول” السلطات السودانية بدخول سيارات مسروقة من دول الجوار عبر إقليم دارفور. وتمثل دارفور بيئة جاذبة لانتشار التنظيمات المتطرفة، نظرا لتفشي الفقر والاضطرابات الأمنية والنزاعات القبلية، وهذا الأمر يثير قلق السلطات السودانية ويجعلها متحفزة ضد أي تهديد محتمل.
كما أن وصول المئات من عناصر بوكو حرام إلى غرب تشاد يشكل تهديدا آخر للسودان الذي يسعى إلى تعزيز التعاون الأمني والعسكري مع ليبيا وتشاد من خلال قوات مشتركة على الحدود المفتوحة بين البلدان الثلاثة، في مواجهة التنظيمات المتشددة التي تسعى إلى إقامة إمارة بالساحل الإفريقي، مستغلة ضعف جيوش المنطقة واستنزافها في حروب مع تنظيمات متمردة وأخرى انفصالية. لكن الهجرة غير النظامية وأنشطة التهريب والجريمة المنظمة تشكل أيضا هاجسا للخرطوم، بسبب الحدود الطويلة والمفتوحة، وانتشار السلاح بدارفور، الذي يقدر حجمه بمليوني قطعة سلاح، حسب تقديرات غير رسمية.