خلاف حول أسعار الغاز يفجّر أزمة دبلوماسية بين واشنطن وتل أبيب ويعرقل مشروع التصدير مع القاهرة

قسم الأخبار الدولية 31/10/2025
ألغى وزير الطاقة الأميركي كريس رايت زيارته المقررة إلى إسرائيل بعد خلاف حاد مع نظيره الإسرائيلي إيلي كوهين بشأن اتفاق ضخم لتصدير الغاز الطبيعي إلى مصر، ما كشف عن توتر متصاعد بين واشنطن وتل أبيب في ملف الطاقة الإقليمي.
وكان الاتفاق، الذي تبلغ قيمته نحو 35 مليار دولار والموقع في أغسطس (آب)، يقضي بتصدير الغاز من حقل «ليفياثان» الإسرائيلي إلى القاهرة، في خطوة اعتُبرت حينها أكبر صفقة تصدير في تاريخ إسرائيل، ورافعة اقتصادية جديدة للتعاون مع مصر. إلا أن كوهين رفض المصادقة النهائية على الصفقة بحجة أن الأسعار المقترحة «لا تراعي مصلحة السوق المحلية الإسرائيلية»، ما دفع الوزير الأميركي إلى إلغاء زيارته التي كانت ستستمر ستة أيام.
وأكد مكتب كوهين أن إسرائيل «لن تصادق على الاتفاق قبل التوصل إلى أسعار عادلة»، في حين كشفت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن إدارة الرئيس دونالد ترمب مارست ضغوطاً قوية لإتمام الصفقة ضمن رؤية واشنطن لتعزيز تحالفات الطاقة في شرق المتوسط ودعم خطتها للسلام في غزة.
وتزامن الموقف الإسرائيلي مع ضغوط من شركة «شيفرون» الأميركية، المشغّلة لحقل «ليفياثان»، التي تسعى إلى تسريع التصدير نحو مصر بهدف تلبية الطلب المتزايد في السوق الإقليمية. ومع ذلك، شدد كوهين على أن حماية المستهلك المحلي تبقى «أولوية وطنية».
ويرى مراقبون أن هذا الخلاف يتجاوز البعد الاقتصادي ليحمل أبعاداً سياسية واستراتيجية، إذ يعكس تراجع التنسيق بين تل أبيب وواشنطن في قضايا الطاقة بعد سلسلة من التباينات حول إدارة ملف غزة والعلاقات مع القاهرة. كما يهدد القرار بتأجيل تنفيذ مشاريع الطاقة المشتركة التي كانت تهدف إلى جعل شرق المتوسط محوراً لتصدير الغاز نحو أوروبا في ظل أزمة الإمدادات العالمية.


