خبير في القانون الدولي يتحدث عن قيام مملكة جديدة مزعومة
روجت بعض مواقع التواصل الإجتماعي خلال الأيام القليلة الفارطة ،خبرا مفادها الترويج لإنشاء مملكة جديدة بين مصر والسودان تحت مسمى”الجبل الأصفر”.
وقد أعلنت الخبر امرأة أمريكية من أصول لبنانية في أحد المؤتمرات الدولية ،وظل الأمر حبيس مواقع التواصل الإجتماعي، إلا أنه أثار مخاوف وتساؤلات حول أهدافه وعلاقته بالأمن القومي لدول المنطقة. وقد أثار الإعلان عن المملكة المزعومة شمال السودان وعلى الحدود الجنوبية مع مصر تساؤلات قانونية حول أركان تأسيس الدول ومدى انطباقها على هذه الحالة. .
وفي هذا السياق ،قال الخبير المصري في القانون الدولي،أيمن سلامة، في تصريح خاص لصحيفة ‘ستراتيجيا نيوز’، اليوم الثلاثاء 10سبتمبر 2019، إن سكوت السودان ثماني سنوات عن هذه الأخبار الزائفة والمتناقلة بخصوص الدولة المزعومة يضع العديد من علامات الإستفهام حول عدم تحرك السلطات السودانية.
وأفاد سلامة، بأن الخرطوم ربما حاولت استغلال تلك السابقة- التي وصفها بالخطيرة والمتمثلة في اجتزاء جزء صغير من أقاليم الدول ذات السيادة من حفنة من الأشخاص- لمبادلة هذا الجزء بالمثلث المصري حلايب وشلاتين وأبو رماد، في سابقة تاريخية غير معهودة، وفق قوله.
وعن الوضعية القانونية لهذه الممكلة المزعومة، قال الخبير في القانون الدولي إن هناك وسائل لاكتساب الأقاليم وقيام الدول كالإستيلاء، حيث كانت تلك العملية سائدة في العهود الغابرة حين بادرت البرتغال وإسبانيا في القرنين 15و16 بالإستيلاء على الأرض سواء أكان بها سكان أم لا، ولم تكن تلك الأرض تتبع دولة أو مملكة بعينها.
وعن الطريقة الثانية لاكتساب إقليم جديد ، لفت سلامة إلى أن هناك طريقة التنازل أو التخلى من قبل دولة لدولة أخرى عن جزء من إقليمها بمقتضى اتفاق بينهما في شكل معاهدة أو تصريح يصدر عن الدولة المتنازلة، مبرزا أن ذلك قد يكون بمقابل في صورة مبادلة أو بيع أو بدون مقابل، ومثال ذلك، تنازل بريطانيا لفرنسا عام 1860 عن مقاطعتي السافوا ونيس، مقابل تنازل فرنسا لإيطاليا عن مقاطعة لومبارديا، وفق كلامه.
وأوضح خبير القانون الدولي أن “هناك أركانا يجب توافرها لكي تتأسس الدولة وهي: ثلاثة: الإقليم – الشعب- الحكومة”.
يضاف إليها الإعتراف من جانب الدول الأخرى. وأشار إلى أنه ليس هناك تحديد معين لمساحة الإقليم أو عدد شعبه وكذا بالنسبة للإعتراف بتلك الدولة المزعومة..