أخبار العالمإفريقيا

الغنوشي انتهى سياسيا ويتخذ”النهضة” رهينة

تونس-07-9-2021


تحت عنوان”الغنوشي يأكل أبناءه”! كتبت فاتن الكسراوي بجريدة(الصحافة) مقالا جاء فيه:
لم تكن عملية تجميد عماد الحمامي من عضويته في حركة النهضة التي أمضى عليها رئيس الحركة راشد الغنوشي معزولة أو متجزئة عن سياق عام تعيشه حركة النهضة والذي يميزه غضب قاعدي على القيادة وصلف قيادي يرفض الاعتراف بالفشل ويصرّ على الهروب إلى الأمام باحثا دائما عن ضحية يعلّق عليها أزمته.
في المقابل رئيس الحركة راشد الغنوشي كمركز قرار أعلى ووحيد في الحركة ما يزال مصرّا على تصفية كل من يعارضه وهو ما يزال متشبثا بوهم العودة، مكابرا متجاهلا الحراك الغاضب داخل حركته والذي كانت أولى ترجماته رفض أنصاره الالتحاق به أمام مجلس نواب الشعب ليلة 25 جويلية المنقضي.

ويبدو أنه لم يستوعب ردة الفعل من أنصاره وقواعده بل لم يفهم معنى أن يكون في السلطة وقادرا بالمال والشعارات والوعود على حشد الناس وتعبئة الأنصار وأن يكون مجمّدا أمام هؤلاء يستجديهم المساندة لكنهم لا يستجيبون…وقد عبر القيادي المجمّد في حركة النهضة عماد الحمامي، في مداخلة إذاعية، عما يفسر أو ما يعطي لمحة حول ما يعتمر داخل الحركة من خلافات حيث اعتبر أن رئيس الحركة راشد الغنوشي ضرب بكل إجراءات تجميد عضويته عرض الحائط مضيفا أن مثل هذه الممارسات تضر بحركة النهضة وتضر بشكل إضافي بأداء رئيسها، متابعا أن الغنوشي هو المسؤول رقم واحد، مبرزا أن “المسالة مرتبطة بحوكمة النهضة” وأنه “لا وجود لشفافية ولا لحسن تسيير ولا وجود لاختيار على أساس الكفاءة”.

وأكد الحمامي أن الغنوشي دأب منذ سنوات على إبعاد الكفاءات واستهدافها ليجتمع من حوله أناس متوسطون وعديمو الكفاءة، ومن العادي أن يتحولوا إلى جوقة لاستهداف الكفاءات والقيادات وضرب كل جهة نقدية تريد الإصلاح داخل الحركة…
واعتبر الحمامي أن الإسلام السياسي انتهى بالنسبة إليه وأن الغنوشي انتهى سياسيا متهما إياه بأنه المسؤول الأول على كل مشاكل النهضة وبأنه اتخذها كرهينة.

تصريحات الحمامي لا تتعلق بردّ فعل غاضب أو معزول بل هي مرتبطة بتيار معارض لسياسة رئيس حركة النهضة من أبنائها التي ترجمت سابقا باستقالات من الحجم الثقيل من قيادات الصف الأول ولعل أبرزها استقالة عبد الحميد الجلاصي وخروج الخلافات المخفية للعلن، هذه الأصوات التي واجهت النهج الذي اختاره رئيس الحركة والقيادات المقربة منه وحلقة العائلة التي أصبحت رقما هاما ومحددا لخيارات الحركة.

وقد تخلّف عملية تجميد الحمامي قرارات مشابهة لإبعاد “المشوشين” عن مركز القرار في النهضة الذي سيبقى بين أيدي المقرّبين والمتمعشين والذين يربطون مصائرهم بمصير رئيس الحركة وهو ما سيضاعف مستقبلا في عزلة الحركة في محيطها السياسي بفعل الانقسامات والخلافات الداخلية الحادة وفي محيطها الإقليمي الذي أخذ يتنصل من “النهضة” ومن الأحزاب ذات المرجعية الإخوانية بعد الضعف في الأداء و العجز الفادح في إدارة الشأن العام والعجز حتى عن إدارة خلافاتها وترتيب بيتها الداخلي بما يتماشى مع مستجدات المرحلة التاريخية التي تمر بها البلاد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق