حماس تطالب بقمة عربية طارئة رفضًا لـ”مخطط التهجير”.. تصعيد سياسي في مواجهة التصريحات الأميركية والإسرائيلية
قسم البحوث والدراسات الاستراتجية الأمنية والعسكرية 06-02-2025
دعت حركة “حماس”، اليوم الخميس، إلى عقد قمة عربية طارئة لمواجهة ما وصفته بمخطط “تهجير” الفلسطينيين من قطاع غزة، محذرةً من تداعيات التصريحات الأميركية الأخيرة التي اعتبرتها تمهيدًا لفرض واقع جديد يهدد مستقبل الفلسطينيين في القطاع.
وأكد المتحدث باسم “حماس”، حازم قاسم، في بيان رسمي، أن الحركة ترفض بشكل قاطع أي محاولات لترحيل سكان غزة، مشددًا على أن “غزة لأهلها ولن يغادروها”، وأن أي خطط ترمي إلى تفريغ القطاع من سكانه هي امتداد لمشاريع التهجير القسري التي تعرض لها الفلسطينيون على مدار العقود الماضية. كما شدد على ضرورة تحقيق وحدة وطنية فلسطينية لمواجهة هذه التحديات، معتبرًا أن استمرار الانقسام يضعف القدرة على التصدي لمحاولات إعادة رسم الخريطة السياسية والديموغرافية في فلسطين.
تصريحات ترامب وقلق فلسطيني متزايد
جاءت دعوة “حماس” عقب تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يوم الثلاثاء الماضي، حيث قال إن الفلسطينيين في غزة “ليس لديهم خيار سوى المغادرة”، مضيفًا أن سكان القطاع يعيشون هناك لأنهم لم يجدوا بديلاً، مؤكدًا أن الولايات المتحدة “ستتولى السيطرة على غزة بعد انتهاء الحرب”.
وأثارت هذه التصريحات موجة غضب فلسطينية، حيث اعتبرتها الفصائل مقدمة لفرض ترتيبات جديدة على القطاع بعد انتهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية. وتأتي هذه التصريحات في سياق أوسع من التصريحات الإسرائيلية التي تكررت خلال الأشهر الماضية، والتي تحدثت عن ضرورة “إعادة تشكيل الواقع” في غزة، وسط تقارير عن تحركات إسرائيلية ودولية لإيجاد “دول مستقبِلة” للفلسطينيين.
التداعيات الإقليمية.. موقف عربي متوقع؟
تسلط دعوة “حماس” لعقد قمة عربية طارئة الضوء على مدى خطورة المرحلة الحالية، إذ بات الفلسطينيون يرون أن الضغوط الأميركية-الإسرائيلية تتجه نحو إعادة إنتاج سيناريو “النكبة” بشكل جديد، عبر دفع سكان غزة إلى الهجرة القسرية. ورغم عدم صدور ردود فعل رسمية فورية من الدول العربية، فإن عدة دول أبدت في فترات سابقة رفضها القاطع لأي مشاريع ترحيل للفلسطينيين، معتبرة ذلك مساسًا بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.
ويرى مراقبون أن التحركات الإسرائيلية-الأميركية تجاه غزة لا تنفصل عن مسار سياسي أشمل يستهدف إعادة صياغة الخريطة الجيوسياسية للمنطقة، خاصة مع استمرار الحديث عن “بدائل إدارية” لغزة بعد انتهاء الحرب، وهو ما يثير تساؤلات حول الجهة التي ستتولى إدارة القطاع في ظل رفض “حماس” والسلطة الفلسطينية أي ترتيبات لا تقوم على إنهاء الاحتلال ومنح الفلسطينيين حقوقهم المشروعة.
الوحدة الفلسطينية.. ورقة المواجهة الأهم
في ظل هذه التطورات، يتزايد الحديث داخل الأوساط الفلسطينية عن ضرورة تحقيق مصالحة وطنية حقيقية بين مختلف الفصائل، بما في ذلك “فتح” و”حماس”، لمواجهة المخططات التي تستهدف القضية الفلسطينية ككل. ويؤكد مراقبون أن استمرار الانقسام الفلسطيني لا يخدم سوى المخططات التي تهدف إلى فرض حلول قسرية، سواء عبر التهجير أو إعادة هندسة الوضع السياسي في القطاع بما يتناسب مع الرؤية الإسرائيلية-الأميركية.
ويبقى السؤال الرئيسي: هل ستتمكن الفصائل الفلسطينية من تجاوز خلافاتها الداخلية والاستجابة للتحولات الخطيرة التي تهدد مستقبل غزة؟ وهل سيشهد الموقف العربي تحركات عملية لمواجهة هذا السيناريو، أم سيبقى في إطار بيانات الرفض التقليدية؟