أخبار العالمالشرق الأوسط

حزب الله يستهدف بعشرات الصواريخ قاعدة “عميعاد” ومجمعات الصناعات العسكرية شمالي حيفا وسط تصاعد المواجهات

أعلن حزب الله اللبناني عن استهدافه بعشرات الصواريخ لمواقع عسكرية وصناعية في شمال إسرائيل، من بينها قاعدة “عميعاد” ومجمعات الصناعات العسكرية شمالي حيفا. يأتي هذا الهجوم ضمن التصعيد المستمر بين حزب الله وإسرائيل، ويعكس تزايد حدة التوترات في المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل.

وبحسب بيان صادر عن حزب الله، تم إطلاق عشرات الصواريخ الدقيقة باتجاه قاعدة “عميعاد”، وهي قاعدة عسكرية إسرائيلية تُعتبر مركزاً هاماً للعمليات في شمال إسرائيل. كما استهدف الهجوم مجمعات الصناعات العسكرية في منطقة حيفا، وهي منشآت حيوية للصناعات الدفاعية الإسرائيلية التي تلعب دوراً كبيراً في تعزيز القدرات العسكرية للدولة العبرية.

الضربات تأتي في وقت تشهد فيه الحدود الشمالية لإسرائيل تصاعداً ملحوظاً في العمليات العسكرية المتبادلة. ووفقاً للتقارير الأولية، فإن الهجوم الصاروخي أسفر عن أضرار مادية كبيرة في المواقع المستهدفة، لكن لم يتم الإعلان بعد عن عدد الإصابات أو الخسائر البشرية في الجانب الإسرائيلي.

هذا التصعيد يتزامن مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، حيث تكثف إسرائيل ضرباتها ضد البنية التحتية لحركة حماس والجماعات المسلحة الأخرى. حزب الله الذي يعتبر حليفاً استراتيجياً لإيران في المنطقة، ينخرط في هذا التصعيد الإقليمي الذي يتجاوز حدود لبنان وغزة، ليشمل تحالفات وأطرافاً متعددة.

يمتلك حزب الله، الذي يُعتبر واحداً من أقوى الفصائل المسلحة غير الحكومية في العالم، ترسانة من الصواريخ التي تعتبر تهديداً مباشراً لأمن إسرائيل. وتُعد منطقة حيفا الشمالية هدفاً استراتيجياً بسبب تمركز عدد من المنشآت العسكرية والصناعية الهامة فيها، مما يجعلها هدفاً محتملاً في أي صراع بين إسرائيل وحزب الله.

من المتوقع أن ترد إسرائيل على هذا الهجوم بضربات عسكرية مكثفة تستهدف مواقع حزب الله في جنوب لبنان. الجيش الإسرائيلي يعتمد على سياسة الردع العسكري القاسي في التعامل مع مثل هذه الهجمات، وسبق أن نفذت إسرائيل ضربات واسعة النطاق ضد مواقع الحزب في لبنان في أوقات سابقة من التصعيد.

التصعيد الحالي قد يؤدي إلى توسيع رقعة المواجهة لتشمل مناطق أخرى، خاصة مع زيادة الضغوط الدولية على الأطراف المعنية لاحتواء النزاع. ورغم التوترات المتزايدة، لا تزال إسرائيل وحزب الله يتجنبان الدخول في حرب شاملة مثل حرب 2006، حيث يدرك الطرفان خطورة مثل هذا التصعيد على استقرار المنطقة بأكملها.

التحركات العسكرية لحزب الله تأتي في إطار صراع إقليمي أوسع يشمل إيران، الداعم الرئيسي للحزب، وإسرائيل. وتعتبر هذه الهجمات جزءاً من الصراع المستمر بين إسرائيل والمحور الإيراني الذي يمتد تأثيره عبر سوريا ولبنان واليمن. وقد حذرت قوى دولية مثل الولايات المتحدة وفرنسا من تداعيات أي تصعيد بين حزب الله وإسرائيل، داعية إلى التهدئة وضبط النفس.

مع ذلك، يبدو أن التصعيد الحالي يحمل في طياته مخاطر كبيرة، خاصة مع عدم وجود مؤشرات على نية الطرفين التوصل إلى تهدئة دائمة. وفي الوقت الذي يتزايد فيه الضغط على الحكومة الإسرائيلية من الداخل للرد بقوة على هجمات حزب الله، فإن التصعيد المتبادل قد يؤدي إلى اندلاع مواجهة أوسع لا تقتصر على حدود لبنان وإسرائيل فقط، بل قد تشمل أطرافاً إقليمية أخرى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق