جهود ديبلوماسية باهتة واحتقان في الجبهات القتالية المتعدّدة
بعكس حديث الدبلوماسية الدولية عن الحل السياسي والتسوية السلمية في ليبيا، تدفع فرنسا من جهة وإيطاليا وبريطانيا وتركيا وقطرمن جهة أخرى إلى الحرب بين حكومة الوفاق في طرابلس وبرلمان طبرق في الشرق الليبي وتتخلل هذه الحرب المدعومة من الدول الغربية صراعات سياسية محلية وصراعات قبلية وجهوية تتقاتل في معركة طرابلس التي تبدو أنها مستمرة لإنشاء موازين قوى جديدة أو تعطيلها للمحافظة على التوازنات الحالية بين الشرق الليبي وغربها.
ومع احتداد الصراع في ليبيا وتوسع رقعة المعارك العنيفة بين وحدات الجيش الوطنية ومليشيات الوفاق الارهابية، ينظر اليوم الاربعاء 4سبتمبر/ايلول 2019، مجلس الأمن الدولي بحضور البعثة الأممية في ليبيا التي يترأسها غسان سلامة في أخر المستجدات وأبرزها تجدد وتواصل القصف العنيف من قبل ميليشيات البقرة المطرفة التي يقودها بشير البقرة على مطار معيتقة بالعاصمة طرابلس الذي يبعد عنها مسافة (30كلم).
وتأتي الإحاطة التي سيقدّمها سلامة اليوم الاربعاء 4سبتمبر/ايول 2019 بعد زيارة خاطفة أداها إلى الجمهورية العربية المصرية والتقى فيها الامين العام لجامعة الدول العربية ابو الغيط ووزير خارجية مصر سامح شكري ،حيث ان الزيارة لم تكن هادفة وفق مصادر ديبلوماسية مطلعة لاستراتيجيا نيوز . ودعا مبعوث الأمم المتحدة رئيس بعثتها للدعم في ليبيا، سلامة مجلس الأمن الدولي إلى ضرورة “توسيع صلاحيات ولاية البعثة” الأممية في ليبيا، مشددا كذلك على ضرورة العودة إلى العملية السياسية في البلاد.
وجدد سلامة في إحاطته، عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة من مقر الأمم المتحدة في العاصمة طرابلس الدعوة إلى “مطالبة الدول الأعضاء بالأمم المتحدة بعدم توريد الأسلحة إلى ليبيا”. وقال سلامة إن هناك “40 حالة انتهاك لحظر توريد السلاح إلى ليبيا من دول عديدة” جرى توثيقها من قبل البعثة، مشجعا مجلس الأمن على “إضافة أحكام في عمل البعثة تمكنها من وقف إطلاق النار”.
ومع اشتداد وتيرة المعارك والأحداث في طرابلس الليبية ومع اجتماعات مجلس الامن، تواصل كل تركيا وقطر التورّط بكل الوسائل في الحرب والدعم العسكري واللوجيستي بحسب تصريحات القيادة العامة للجيش الليبي. واتهم الجيش الوطني الليبي، مجدداً، اليوم الاربعاء 4سبتمبر /ايلول ثنائي الشر قطر وتركيا بمواصلة دعم التنظيمات الإرهابية المتمركزة في البلاد، متوعدا بإلحاق الهزيمة بهما عاجلا وتطهيرها.
وكان الجيش الليبي قد اسقط طائرة ‘درون’ تركية كانت تعمل لصالح الميليشيات المسلحة، الموالية لحكومة الوفاق، التي يرأسها فائز السراج جنوب العاصمة طرابلس. وكانت الدفاعات الجوية الليبية الجوية قد أسقطت طائرة تركية مسيّرة، كانت تستهدف تمركزات الوحدات البريّة لقوات الجيش بوادي الربيع جنوب العاصمة طرابلس.
واتهم بيان لغرفة العمليات التابعة للجيش تركيا وقطر بالإصرار على “المضي قدما في دعم ميليشيات الإخوان، من متطرفين مؤدلجين ومهربي البشر والوقود”، معتبرا أن هذا التصرف يعد “بمثابة استهتار بقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن”. وذكرت شعبة الإعلام الحربي، إنه لن يكون لتركيا وقطر مكان في ليبيا”، وتعهدت بالرد “ما دام أيادي حكامهم تعبث في أمن بلادنا واستقرارها”.
وتواصل ليبيا، حاليًّا، معركةً للسيطرة على العاصمة طرابلس؛ بين الجيش الوطني الليبي، بقيادةِ المشير خليفة حفتر، الذي يتمتعُ بقاعدةٍ شعبيةٍ في شرق البلاد، وبين حكومةِ الوفاق الوطني المعترف بها دوليًّا، والتي يقودها رسميًّا رئيسُ الوزراء فايز السراج، المدعومة من قبل ميليشيّات مختلفة.
في هذا الصدد، قال أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، مؤخرًا، إن اللافتات الإرهابية، التابعة لتنظيمي “داعش” و”القاعدة”، ظهرت في المناطق التي تُسيطرُ عليها حكومةُ الوفاق في طرابلس.
بل إنه ذهب إلى أبعد من ذلك، متهمًا تركيا بالتدخل في المعركة عبر إرسال متطرفين، من “جبهة النصرة” من سوريا، لدعم حكومة الوفاق الوطني في معركتها ضد الجيش الوطني الليبي.