أخبار العالمأمريكاإفريقيا

جنوب أفريقيا تقود قمة العشرين في ظل مقاطعة أميركية وترفع أجندة «الجنوب العالمي» للدين والمساواة في عالم مضطرب

استضافت جنوب أفريقيا هذا الأسبوع قمة مجموعة العشرين في جوهانسبرغ وسط غياب أميركي لافت، في خطوة عكست اتساع الهوة بين واشنطن ورئاسة القمة حول أولويات جدول الأعمال، خاصة المتعلقة بتخفيف ديون الدول النامية ومعالجة التفاوت الطبقي العالمي. ورغم المقاطعة، أكدت بريتوريا أن القمة ستواصل عملها «بمن حضر»، معتبرة أن غياب الولايات المتحدة «لن يغيّر شيئاً» في اتجاهات النقاش أو في التزامات المجموعة.

وجاء قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بعدم المشاركة ضمن مسار أوسع حدّ خلاله من انخراط الولايات المتحدة في المبادرات متعددة الأطراف؛ إذ سبق أن امتنع عن إرسال وفد رسمي إلى مؤتمر المناخ (COP30) في البرازيل، وفرض رسوماً جمركية بنسبة 30% على صادرات جنوب أفريقيا، مع انتقادات سياسية حادة لطبيعة النظام الداخلي فيها.

وتسعى جنوب أفريقيا، التي رفعت شعار «التضامن والمساواة والاستدامة»، إلى قيادة أجندة داعمة للدول النامية، مركّزة على مسألة الديون التي ترى أنها تعرقل استثمارات أساسية في التعليم والصحة والبنى التحتية. ووفق بيانات الأمم المتحدة، بلغ متوسط ما أنفقته الدول الأفريقية بين عامي 2021 و2023 على خدمة فوائد الديون 70 دولاراً للفرد، متجاوزاً الإنفاق على التعليم والصحة مجتمعين.

ويناقش القادة أيضاً اقتراح إنشاء «هيئة دولية للتفاوت الطبقي» على غرار الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، استناداً إلى تقرير اقتصادي أعده فريق يرأسه جوزيف ستيغليتز، وحذّر من أنّ اتساع فجوات الثروة يهدد الديمقراطية والاستقرار الاجتماعي عالمياً.

ورغم محاولات بريتوريا جمع توافق حول البيان الختامي، أشار مندوبون إلى أن الأرجنتين عرقلت المسار التحضيري، بينما يقاطع رئيسها خافيير ميلي القمة انسجاماً مع تقارب موقفه مع واشنطن. وفي المقابل، اكتسبت مواقف داعمة للتعددية زخماً من الجانب الصيني، حيث يُتوقع أن يدعو رئيس مجلس الدولة لي تشيانغ إلى تعزيز التعاون الدولي في مواجهة التحديات المشتركة.

ويغيب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن القمة، بينما يمثل موسكو المستشار الاقتصادي مكسيم أوريشكين، في وقت تتقاطع فيه أعمال القمة مع ختام مؤتمر المناخ في البرازيل، ما قد يؤثر على اتجاهات النقاشات البيئية.

وتختتم قمة جوهانسبرغ دورة من ثلاث سنوات تولت خلالها دول الجنوب العالمي رئاسة مجموعة العشرين، قبل أن تنتقل الرئاسة عام 2026 إلى الولايات المتحدة، التي أعلنت مسبقاً نيتها تضييق نطاق أجندة القمة المقبلة لتقتصر على ملفات التعاون الاقتصادي فقط، في اجتماع ستستضيفه ميامي في ملعب غولف تملكه عائلة ترمب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق