أخبار العالمالشرق الأوسط

تقدير إسرائيلي: نتنياهو يغيّر مساره السياسي.. انتقل من أقصى اليمين إلى قلب الوسط

توقف الاسرائيليون عند التبعات الداخلية لموافقة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء حرب غزة، وما أسفرت عنها من هجوم شركائه اليمينيين، الأمر الذي قد يدفعه لترسيخ مكانته كزعيم جديد للوسط السياسي في دولة الاحتلال، وما يعنيه ذلك من تأثير على الخارطة الحزبية.

وذكر نيسيم كاتس، الخبير الإعلامي والسياسي، أنه “بعد إعلان خطة ترامب لإنهاء الحرب، يجد رئيس نتنياهو نفسه عند منعطف سياسي، فبينما يتبنى خطةً مثيرةً للجدل، يواجه هجومًا غير مسبوق من اليمين، والذي، وللمفارقة، قد يُرسّخه كزعيم جديد للوسط السياسي في إسرائيل، حيث يتضمن الاتفاق المُقدّم في البيت الأبيض مبادئ مثل إطلاق سراح جميع الرهائن، ونزع سلاح قطاع غزة، إضافة لبنود تُشكّل ورقة حمراء لشركائه في الائتلاف من اليمين المتطرف”.

وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف، أن “الخطة التي وافق نتنياهو على مبادئها، تهدف إلى انسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة، وتأسيس بنية تحتية لتسوية سياسية مستقبلية، قد تشمل مشاركة السلطة الفلسطينية بعد إصلاحها، وربما حتى لإقامة دولة فلسطينية مستقبلًا، وقد أثارت هذه النقاط موجة انتقادات حادة في أحزاب اليمين على يمين حزب الليكود الذي يقوده رئيس الحكومة”.

وأشار إلى أن “وزراء بارزين في الائتلاف، بقيادة بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، شنّوا هجومًا شرسًا على الخطة، معتبرينها اتفاقية استسلام، ورفع راية بيضاء، ووقفًا للحرب قبل تحقيق نصر كامل، وبلغت الانتقادات ذروتها مع تهديدات ضمنية بالاستقالة من الحكومة، وهي خطوة قد تؤدي إلى حلّ الائتلاف”.

وأوضح أن “الخطوة السياسية المفاجئة تكمن هنا تحديدا، لأنه لسنوات، ساهم نتنياهو في تأسيس وترسيخ الكتلة اليمينية، عندما كان يُعتبر زعيمها بلا منازع، لكنه الآن، وبمجرد تأييده لاتفاقٍ يصفه حلفاؤه المقربون بأنه خيانةٌ للأيديولوجيا، يميزه عنهم بوضوح، لأن الهجمات اللاذعة من اليمين، التي تتهمه بالضعف، تخدمه جيدًا في أوساط الجماهير الأكثر اعتدالًا”.

وأكد كاتس أن “الديناميكية التي نشأت تضع نتنياهو في موقفٍ براغماتي، كشخصٍ يتنقل بين الضغوط الدولية الشديدة، ممثلةً بترامب، والمطالب الأيديولوجية لليمين الإسرائيلي، فبينما يمثل سموتريتش وبن غفير اليمين القوي الذي لا يقبل المساومة، يقدم نتنياهو، بقبوله للمخطط، نفسه كشخصٍ بالغٍ مسؤول، يدرك حدود السلطة، وملتزمٍ بإعادة المخطوفين، حتى لو كلفه ذلك تنازلاتٍ مؤلمة”.

واستدرك بالقول إن “دعم عناصر المعارضة الإسرائيلية لخطة ترامب، إضافة للأصوات في الليكود الداعية للمرونة، والتركيز على إعادة المخطوفين، ونزع السلاح من القطاع، يعزز الموقف الجديد لنتنياهو، الذي لم يعد يُنظر إليه كزعيم لليمين فحسب، بل كشخصية محورية في خريطة سياسية جديدة، تتوسطه أجنحة أكثر تطرفًا من اليمين الأيديولوجي من جهة، واليسار الراديكالي من جهة أخرى”.

يمكن الاستخلاص من هذه القراءة الاسرائيلية أن المؤتمر الصحفي الأخير لنتنياهو في البيت الأبيض مع ترامب، وقبوله بالخطة التي عُرضت عليه، وما تلى ذلك من عاصفة سياسية في دولة الاحتلال، يُذكران كمرحلة بدأ فيها نتنياهو رحلة إعادة صياغة صورته، وكأنه في الواقع يخاطب الأغلبية الصامتة في وسط الخارطة الحزبية الاسرائيلية، التي تتوق إلى نهاية الحرب وعودة المخطوفين.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق