تفكيك خلية «داعش» في عفرين وتعزيز الاستعدادات الأمنية في شمال سوريا

قسم الأخبار الدولية 25/11/2025
نفّذت السلطات السورية عملية أمنية واسعة النطاق في منطقة عفرين شمال غربي محافظة حلب، حيث أعلنت، الثلاثاء، عن تفكيك خلية تابعة لتنظيم داعش بعد سلسلة عمليات رصد دقيقة. وجاءت هذه الخطوة في سياق جهود أمنية متصاعدة تهدف إلى منع إعادة تنشيط الخلايا الإرهابية في المناطق الشمالية التي شهدت أخيراً مؤشرات على تحركات مشبوهة للتنظيم.
وانطلقت العملية، وفق ما أكده العقيد محمد عبد الغني قائد الأمن الداخلي في محافظة حلب، بعد تعاون وثيق بين وحدات الأمن وجهاز الاستخبارات العامة، ما مكّن من مداهمة مواقع متعددة، واعتقال عدد من العناصر المتورطين في التخطيط لعمليات تستهدف المؤسسات الحكومية ومكوّنات المجتمع المحلي. وأسفرت العملية عن ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، إلى جانب عبوات ناسفة وأجهزة تفجير ومواد تدخل في صناعة المتفجرات، في مؤشر يعكس استعدادات جارية لتنفيذ هجمات واسعة.
وعززت قيادة الأمن الداخلي روايتها ببيان أكدت فيه أن الحملة جاءت بعد متابعة امتدت لأسابيع، ورصد محاولات لعناصر التنظيم لإعادة التموضع في بعض المناطق الريفية ضمن محافظات حلب وإدلب وحماة، مستغلين الطبيعة الجغرافية الوعرة وتشتت السيطرة بين أطراف مختلفة. واستهدفت الإجراءات رفع مستوى الحماية داخل مناطق النفوذ الحكومية، بما يشمل التدقيق الأمني، وتوسيع نقاط التفتيش، وتكثيف الدوريات المشتركة مع وحدات الاستخبارات.
وفي موازاة ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا أن الوزارة نفّذت حملة استباقية شملت 61 عملية دهم في عدة محافظات، وأسفرت عن اعتقال 71 من عناصر التنظيم، بينهم قيادات مسؤولة عن التواصل بين الخلايا وتزويدها بالتمويل والمعلومات. كما شملت العمليات مداهمة مستودعات تضم أسلحة ومعدات لوجستية، وتحييد أحد العناصر أثناء الاشتباك، وإصابة عنصر أمن.
وكشف البابا أن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى محاولة داعش استغلال الظرف الأمني والسياسي الراهن لتنفيذ هجمات تستهدف مؤسسات حكومية وشخصيات رسمية في محاولة لإرباك المشهد الداخلي وخلق حالة من الخوف، خصوصاً في ظل الحديث عن انضمام سوريا قريباً إلى إطار تعاون دولي جديد لمكافحة التنظيم.
وترافق ذلك مع تأكيد رسمي على استمرار التعاون بين وزارة الداخلية وجهاز الاستخبارات العامة، حيث تتولى الأجهزة الاستخباراتية مرحلة جمع وتحليل المعلومات، بينما تتولى وحدات الأمن الداخلي التنفيذ الميداني، في بنية تهدف إلى تقليص فرص تحرك بقايا التنظيم وتثبيت الاستقرار في المناطق المحررة.
ويأتي هذا التحرك الأمني في وقت تزايدت فيه تحذيرات محلية وإقليمية بشأن نشاط داعش في البادية السورية ومحيط مناطق التماس، ما يجعل من الحملات الأمنية الحالية خطوة محورية ضمن استراتيجية أوسع لمنع التنظيم من استعادة مساحات نفوذ كان قد فقدها خلال السنوات الماضية.



