تفاقم العنف في شمال سوريا: ارتفاع عدد قتلى الاشتباكات في ريفي إدلب وحلب إلى 132 شخصاً
قسم الاخبار الدولية 28/11/2024
شهد شمال سوريا تصعيداً عسكرياً حاداً في الساعات الأخيرة، حيث ارتفع عدد قتلى الاشتباكات بين الجيش السوري والفصائل المسلحة إلى 132 قتيلاً، مع استمرار المواجهات العنيفة في ريفي إدلب وحلب.
تصعيد ميداني مكثف
توسعت دائرة الاشتباكات لتشمل محاور عدة، أبرزها جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي وبلدات استراتيجية في ريف حلب الغربي. وأفادت تقارير ميدانية بمقتل 87 عنصراً من الفصائل المسلحة، بينهم قياديون ميدانيون، مقابل 45 عنصراً من الجيش السوري والقوات الرديفة، وسط سقوط عشرات الجرحى من الطرفين.
الهجمات المكثفة شملت غارات جوية نفذها الجيش السوري على مواقع للفصائل، استهدفت خطوط إمداد ومراكز تجمع، فيما ردت الفصائل المسلحة بهجمات مضادة استخدمت فيها المدفعية الثقيلة والصواريخ الموجهة.
نزوح المدنيين ومخاوف إنسانية
التصعيد أجبر عشرات العائلات على النزوح من المناطق المتأثرة، حيث سُجلت موجات نزوح جديدة باتجاه مناطق أكثر أماناً قرب الحدود التركية. وتزامن ذلك مع تحذيرات أممية من تفاقم الأزمة الإنسانية، خاصة في ظل افتقار النازحين للمأوى والمساعدات الضرورية.
تحليل التصعيد
رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين روسيا وتركيا في مارس 2020، فإن الهدنة تواجه خروقات متكررة، حيث يسعى الجيش السوري إلى توسيع نطاق سيطرته في إدلب، آخر معاقل المعارضة المسلحة.
ويرى مراقبون أن التصعيد الحالي يعكس تعثر الجهود الدبلوماسية، مع تشابك مصالح إقليمية ودولية معقدة. في الوقت ذاته، تصر الفصائل المسلحة، لا سيما “هيئة تحرير الشام”، على الدفاع عن مواقعها الاستراتيجية ورفض التقدم الحكومي.
مستقبل غامض
مع استمرار القتال وغياب أي مؤشر على تهدئة قريبة، تتزايد المخاوف من تحول التصعيد إلى صراع ممتد يزيد من تدهور الوضع الإنساني في المنطقة. ومع تزايد الضغط الدولي لوقف القتال، يبقى مصير المدنيين في شمال سوريا رهيناً بجهود غير مؤكدة لإنهاء دوامة العنف.