تفاصيل جديدة تكشف دور الموساد في تفجيرات البيجر بلبنان
قسم الأخبار الدولية 23/12/2024
كشف عميلان سابقان في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) عن تفاصيل جديدة تتعلق بتفجيرات “البيجر” التي هزت لبنان في ثمانينيات القرن الماضي. وأشار العميلان، اللذان فضلا عدم الكشف عن هويتيهما، إلى أن تلك العمليات جاءت ضمن استراتيجية ممنهجة لإضعاف الفصائل الفلسطينية والقوى اللبنانية المتحالفة معها.
وأوضح العميلان أن تفجيرات “البيجر” لم تكن مجرد أعمال انتقامية، بل كانت جزءًا من خطة أوسع تهدف إلى زعزعة الاستقرار الأمني والسياسي في لبنان. وأضاف أحدهما أن فرقًا استخباراتية كانت تتولى تنفيذ التفجيرات عبر زرع عبوات ناسفة في أماكن حساسة وحيوية، مع الحرص على إخفاء أي أدلة تشير إلى تورط إسرائيل.
وأشار المصدران إلى أن بعض التفجيرات استهدفت شخصيات سياسية وعسكرية بارزة، بينما ركزت أخرى على أماكن تجمع المدنيين لبث الرعب والفوضى. كما كشفا عن أن العمليات اعتمدت بشكل كبير على عملاء محليين جرى تجنيدهم لتنفيذ أو تسهيل هذه الهجمات.
في السياق ذاته، أكد العميلان أن بعض الهجمات خرجت عن السيطرة وأدت إلى خسائر لم تكن ضمن الحسابات المخططة. وأوضح أحدهما أن هذا النوع من العمليات كان يهدف في الأساس إلى إجبار الأطراف اللبنانية على تقديم تنازلات سياسية وأمنية لصالح إسرائيل.
وتأتي هذه الاعترافات في وقت يتجدد فيه النقاش حول دور الموساد في الصراعات الإقليمية، لا سيما في ظل الكشف المستمر عن وثائق سرية تتعلق بتلك الفترة.
يذكر أن تفجيرات “البيجر” خلفت مئات القتلى والجرحى، وتسببت في دمار واسع، مما ساهم في تعميق الأزمة اللبنانية خلال فترة الحرب الأهلية التي استمرت سنوات طويلة. ولا تزال تداعيات تلك الهجمات تلقي بظلالها على الوضع الأمني والسياسي في لبنان حتى اليوم.