تعزيز التنسيق الصيني-الروسي لمواجهة التحديات الدولية المتزايدة
قسم الأخبار الدولية 22/01/2025
كثفت الصين وروسيا جهودهما المشتركة لتعزيز التنسيق الاستراتيجي في مواجهة ما وصفتاه بـ”الوضع الدولي المضطرب”. جاء ذلك خلال سلسلة لقاءات رفيعة المستوى بين مسؤولين من البلدين، حيث أكد الطرفان على التزامهما بتعميق الشراكة في مختلف المجالات، بما في ذلك السياسة والأمن والاقتصاد.
وأشارت الخارجية الصينية إلى أن البلدين يتشاركان رؤى متقاربة حول كيفية مواجهة التحديات العالمية الراهنة، بدءاً من النزاعات الجيوسياسية المتصاعدة إلى التداعيات الاقتصادية للعقوبات الغربية، مروراً بتغير المناخ والمخاوف المرتبطة بالأمن الغذائي والطاقة.
في المقابل، صرحت موسكو بأن التنسيق مع بكين أصبح محورياً في سياستها الخارجية، معتبرة أن التعاون بين القوتين يمثل ركيزة للاستقرار العالمي في وجه السياسات “الأحادية” التي تنتهجها بعض الدول الغربية.
التعاون العسكري كان أيضاً ضمن جدول الأعمال، حيث استعرض الجانبان الإنجازات الأخيرة في مجال التدريبات المشتركة وتطوير أنظمة الدفاع. كما أكدت موسكو وبكين استمرارهما في تعزيز أمن الحدود وتطوير القدرات الدفاعية في ظل ما وصفتاه بتهديدات متزايدة بالقرب من مناطق نفوذهما.
على الصعيد الاقتصادي، يعمل البلدان على تقوية شراكتهما في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والنقل. يُذكر أن الصين أصبحت الشريك التجاري الأول لروسيا خلال السنوات الأخيرة، خصوصاً مع تصاعد العقوبات الغربية على موسكو، ما دفعها إلى البحث عن بدائل استراتيجية.
هذا التقارب الروسي-الصيني يعكس رغبة متزايدة في بناء نظام دولي متعدد الأقطاب، حيث يسعى البلدان إلى تعزيز مكانتهما كقوى عالمية قادرة على التأثير في مسار الأحداث الدولية. ومع ذلك، تواجه هذه الشراكة تحديات من بينها التنافس في بعض المجالات الاستراتيجية، بالإضافة إلى ضغوط خارجية تسعى للحد من تأثير هذا التحالف.
في ظل الأوضاع الراهنة، يبدو أن التنسيق بين موسكو وبكين سيظل يشهد تطوراً مستمراً، مع التركيز على تحقيق توازن دولي جديد يتجاوز الهيمنة الغربية التقليدية.