تصعيد الهجمات الإرهابية في الساحل الأفريقي: مقتل عشرات الجنود والإرهابيين في هجمات متبادلة
قسم الأخبار الدولية 28/10/2024
كثّفت جماعة “بوكو حرام” الإرهابية هجماتها في منطقة الساحل الأفريقي، ما أدى إلى مقتل 40 جندياً تشادياً في هجوم دموي استهدف قاعدة عسكرية على الحدود بين تشاد والكاميرون.
وأفادت مصادر أمنية بأن الهجوم نفّذته عناصر تابعة للجماعة باستخدام أسلحة ثقيلة، مستغلين صعوبة التضاريس وضعف التواجد العسكري في بعض المناطق الحدودية، مما أدى إلى خسائر فادحة في صفوف القوات التشادية.
في الوقت ذاته، نفّذت القوات المالية عملية عسكرية في شمال مالي استهدفت مخابئ لتنظيمات متطرفة، ما أسفر عن مقتل 40 إرهابياً على الأقل.
تأتي هذه الضربة بعد سلسلة من الهجمات التي استهدفت مواقع للجيش المالي ومدنيين في المنطقة، في تصعيد غير مسبوق. وأكدت وزارة الدفاع المالية أن العملية جاءت ضمن حملة واسعة لمكافحة الإرهاب بدعم من قوات التحالف الدولية المتواجدة في المنطقة.
يعكس هذا التصعيد تنامي نفوذ الجماعات الإرهابية في الساحل الأفريقي، والتي تستفيد من الفراغ الأمني الناجم عن انسحاب القوات الأجنبية من بعض المناطق، مثل القوات الفرنسية في مالي. ويزداد الوضع تعقيداً بسبب ضعف التنسيق بين دول المنطقة، إضافة إلى التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تسهم في خلق بيئة خصبة لتجنيد المتطرفين واستقطابهم.
وأعربت دول الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة عن قلقها إزاء التدهور الأمني في الساحل، داعيةً إلى تعزيز التعاون بين الدول المتضررة لمواجهة التهديدات المشتركة. وقد وعدت فرنسا والولايات المتحدة بتكثيف الدعم اللوجستي والاستخباراتي لتلك الدول، بينما دعت المنظمات الإنسانية إلى توفير حماية أكبر للمدنيين المتضررين من هذا التصعيد.
يشير المراقبون إلى أن الأوضاع في الساحل الأفريقي تشكل تحدياً كبيراً للمجتمع الدولي، وسط مخاوف من تصاعد الصراع إلى مستوى أكبر قد يُدخل المنطقة بأكملها في دوامة من العنف وعدم الاستقرار.