تصاعد هجمات “داعش-ولاية الساحل” في النيجر يفاقم المخاوف من انهيار أمني واسع غرب البلاد

قسم الأخبار الدولية 11/09/2025
قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، في تقرير صدر الأربعاء، إن تنظيم «داعش – ولاية الساحل» كثّف وتيرة هجماته في غرب النيجر خلال الأشهر الأخيرة، مما أسفر عن مقتل 127 شخصاً على الأقل في خمس هجمات منفصلة منذ مارس الماضي.
ووثّق التقرير الهجمات التي تركزت في منطقة تيلابيري الحدودية مع مالي وبوركينا فاسو، والتي تعد بؤرة لنشاط الجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيمي «داعش» و«القاعدة». وأكد شهود عيان أن المهاجمين ينتمون إلى «داعش – ولاية الساحل»، مستدلين بملابسهم العسكرية وتهديداتهم السابقة للسكان المحليين.
وانتقدت المنظمة الحقوقية تقاعس الجيش النيجري عن الاستجابة لتحذيرات تلقاها من الأهالي قبل وقوع بعض الهجمات، مشيرة إلى أن طلبات القرى لتأمين الحماية لم تلق أي تجاوب.
ولم يصدر تعليق من السلطات النيجرية أو المتحدث العسكري حتى الآن، فيما لم تتمكن وكالات الأنباء من التحقق بشكل مستقل من رواية المنظمة. غير أن التقرير يسلط الضوء على فشل المجلس العسكري الحاكم، الذي تولى السلطة بعد انقلاب 2023 بحجة تدهور الوضع الأمني، في تحقيق الاستقرار الموعود.
وتشير بيانات مستقلة إلى أن البلاد شهدت تحسناً أمنياً نسبياً قبل الانقلاب، بفضل دعم عسكري فرنسي وأميركي، غير أن انسحاب هذه القوات وتنامي عزلة النظام الحالي زادا من هشاشة الوضع.
ويرى محللون أن استمرار هجمات التنظيم في تيلابيري يهدد بتحويل المنطقة إلى مسرح صراع طويل الأمد، في ظل ابتعاد حكومات غرب أفريقيا عن تحالفاتها العسكرية التقليدية مع الغرب.
وحثت «هيومن رايتس ووتش» حكومة نيامي على التحقيق في ما وصفتها بـ «جرائم حرب»، ومحاسبة المسؤولين عنها، محذّرة من أن الإفلات من العقاب سيشجع على تكرار الانتهاكات ويزيد معاناة المدنيين.