تصاعد المعارك بين الجيش المالي و«القاعدة» يكشف هشاشة أمن الساحل وسط تمدد الهجمات العابرة للحدود

قسم الأخبار الدولية 28/11/2025
أعلن الجيش المالي، الخميس، تنفيذ سلسلة ضربات جوية «دقيقة» استهدفت مواقع ومخابئ تابعة للجماعات الإرهابية في مناطق وسط البلاد وشمالها، في وقت أعلن تنظيم «القاعدة» مقتل نحو 20 جنديًا ومسلحًا في هجمات متزامنة داخل مالي وبوركينا فاسو والنيجر، مما أعاد التأكيد على خطورة الانفلات الأمني في منطقة الساحل.
ونفّذ سلاح الجو المالي عمليات مركزة في منطقتَي موبتي وميناكا، حيث رصد مخزنًا كبيرًا للوقود يقع على بُعد 19 كيلومترًا شمال سوفارا. وأكد الجيش أن الموقع كان يشكل منصة لوجيستية حيوية تتيح للجماعات المسلحة تزويد دراجاتها النارية وآلياتها القتالية، وهو ما مكّنها خلال الأشهر الأخيرة من تنفيذ هجمات متكررة ضد المدنيين والقوات الحكومية. واستهدفت ضربة محسوبة المخزن مباشرة، ما أدى إلى تدميره بالكامل وسط ترحيب واسع من سكان المنطقة الذين عانوا من ضغوط الإرهابيين لفترة طويلة.
وفي ميناكا، دمّر الجيش قاعدتين إرهابيتين تقعان على بُعد 30 كيلومترًا شرق تيدرمن، و80 كيلومترًا شمال المدينة. وأوضح الجيش أن هذه المواقع كانت تستخدم لحشد المقاتلين وتخزين الأسلحة وتنسيق الهجمات، مشيرًا إلى أن تدميرها سيقلّص بشكل ملموس القدرات العملياتية للجماعات المسلحة في مناطق تشهد حالة عدم استقرار مستمرة منذ سنوات.
وبالتزامن مع هذه العمليات، أعلنت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» الموالية لـ«القاعدة» مسؤوليتها عن مقتل ما لا يقل عن 7 جنود ماليين في محيط سيكاسو جنوب البلاد، مؤكدة اغتنام أسلحة خفيفة ومتوسطة خلال المواجهات. ويستهدف التنظيم هذه المنطقة بهدف تضييق الخناق على العاصمة باماكو والضغط على خطوط إمدادات الوقود.
وامتدت الهجمات إلى بوركينا فاسو، حيث أعلن التنظيم مقتل 10 عناصر من ميليشيات موالية للجيش في هجوم على نقطتين عسكريتين في لنبيوسي وورغوي، إضافة إلى مقتل عنصرين في هجوم آخر بولاية ديدوغو. وفي النيجر، استهدف التنظيم آلية عسكرية بعبوة ناسفة على الطريق الرابط بين مانكلوندي وتورودي في تيلابيري، ما أدى إلى وقوع خسائر في صفوف الجيش.
وتشهد منطقة الساحل وضعًا أمنيًا شديد التعقيد نتيجة الانقلابات المتتابعة في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، وانسحاب أغلب القوات الغربية من الإقليم، الأمر الذي خلق فراغًا أمنيًا واسعًا استفادت منه الجماعات الإرهابية لتوسيع نطاق عملياتها. وأسهم هذا المشهد في اتساع رقعة العنف نحو دول خليج غينيا، وتفاقم أزمات النزوح والجوع وغياب الخدمات الأساسية، ما يضع استقرار غرب أفريقيا أمام تحديات غير مسبوقة.



