تصاعد الضغوط بين أوروبا وإيران وسط مفاوضات اللحظة الأخيرة حول النووي

قسم الأخبار الدولية 17/09/2025
كثّفت «الترويكا الأوروبية» (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) اتصالاتها مع طهران في محاولة أخيرة لتفادي إعادة فرض العقوبات الأممية الشاملة، فيما يقترب موعد انتهاء المهلة التي حددتها الدول الثلاث لإيران من أجل الالتزام ببنود اتفاق 2015. التصريحات الأوروبية الأخيرة عكست موقفاً حازماً بأن «الكرة ما زالت في ملعب طهران»، مع عرض تمديد مؤقت مشروط بخطوات عملية من جانبها.
مهلة قصيرة وتهديد العقوبات
أوضح متحدث باسم الخارجية الألمانية أن أي تمديد لآلية «سناب باك» لن يتحقق ما لم تُظهر إيران مرونة ملموسة، مؤكداً أن ما تم اتخاذه حتى الآن لا يكفي لتجنب العودة إلى العقوبات. وجاء هذا الموقف بعد اتصال وزراء خارجية الترويكا مع نظيرهم الإيراني عباس عراقجي، في وقت تنتهي فيه نافذة التفاوض التي فتحها إخطار مجلس الأمن أواخر أغسطس، حيث ينص النظام الأممي على إعادة العقوبات تلقائياً بعد 30 يوماً من التفعيل ما لم يتم التوصل إلى تفاهم جديد.
رسائل متبادلة وتصعيد أميركي
من جانبها، أكدت طهران استمرار تبادل رسائل غير مباشرة مع واشنطن عبر قنوات دبلوماسية، في إشارة إلى وجود مساعٍ لاحتواء التوتر رغم التصعيد العسكري الأخير. وفي المقابل، واصلت الولايات المتحدة تشديد خطابها، إذ وصف وزير خارجيتها ماركو روبيو البرنامج الصاروخي الإيراني بأنه «تهديد عالمي»، مجدداً خلال زيارته لإسرائيل تمسك بلاده بسياسة «الضغوط القصوى».
التشدد الأميركي ترافق مع مواقف متشددة من الكونغرس، حيث دعا السيناتور الجمهوري كوين كريمر أوروبا إلى اعتماد نهج أكثر صرامة على غرار واشنطن وتل أبيب. وردت الخارجية الإيرانية بوصف تلك التصريحات بأنها «هراء»، مؤكدة أن برنامجها الصاروخي دفاعي ولا يقبل المساومة.
واقع ميداني متفجر
التوترات لم تبقَ في دائرة التصريحات فقط، إذ شهدت الأشهر الماضية هجمات إسرائيلية على مواقع داخل إيران تلتها ضربات صاروخية من طهران، فضلاً عن قصف أميركي استهدف منشآت نووية حساسة. هذه التطورات العسكرية دفعت المفاوضات الأميركية – الإيرانية إلى التوقف، وزادت من تعقيد الموقف الأوروبي الساعي لاحتواء الأزمة.
آفاق المفاوضات
رغم المشهد المتوتر، أبدى الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، استعداد بلاده للعودة إلى طاولة المفاوضات النووية، مشدداً في الوقت ذاته على أن البرنامج الصاروخي «خط أحمر» لا يخضع للنقاش. ويبدو أن الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد اتجاه الأزمة: إما التوصل إلى تفاهم مرحلي يجنّب إيران عودة العقوبات الدولية، أو الدخول في مرحلة جديدة من التصعيد قد تفتح الباب أمام مواجهة إقليمية أوسع.