غير مصنف

ترمب يحث أوكرانيا على القبول بخطة إنهاء الحرب عبر تنازلات إقليمية ويهدد بتعليق المفاوضات مع روسيا إذا فشلت الجهود

مارست إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضغوطاً كبيرة على كييف لدفعها نحو القبول بخطة أميركية جديدة لإنهاء الحرب، تضمنت اعترافاً ضمنياً بسيطرة موسكو على شبه جزيرة القرم وغموضاً متعمداً بشأن وضع المناطق الأربع التي ضمتها روسيا شرق أوكرانيا، ما أثار مخاوف في العواصم الأوروبية من تغييرات جذرية في الموقف الأميركي من الصراع الأوكراني الروسي.

وقدمت واشنطن وثيقة سرية إلى الوفد الأوكراني خلال اجتماع عقد في باريس الأسبوع الماضي، طرحت فيها تصوراتها لإنهاء الحرب، من بينها عدم اعتراض انضمام كييف إلى الاتحاد الأوروبي، مقابل تخليها عن عضوية الناتو، وفرض منطقة محايدة أميركية الرقابة حول محطة زابوريجيا النووية. ولم تتضمن الوثيقة أي دعوة صريحة لانسحاب القوات الروسية من الأراضي التي تحتلها، ما فسره مسؤولون أوروبيون على أنه قبول بالأمر الواقع في مناطق زابوريجيا وخيرسون ولوغانسك ودونيتسك، التي تمثل 20% من الأراضي الأوكرانية.

ورغم تأكيد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده لن تعترف مطلقاً بضم روسيا لهذه الأراضي، أبدى انفتاحاً على تجميد القتال على خطوط التماس، كمرحلة أولى نحو وقف إطلاق النار. أما على الجانب الأميركي، فقد قاد وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف والجنرال كيث كيلوج جهود التفاوض، واقترح الأخير تشكيل منطقة منزوعة السلاح بين قوات الناتو والقوات الروسية، مع نشر قوة طمأنة بريطانية وفرنسية غرب نهر دنيبر.

وتسعى إدارة ترمب إلى توحيد المواقف مع الحلفاء الأوروبيين لعرض الخطة على موسكو خلال الأيام المقبلة، ولوّحت بإمكانية انسحابها من المفاوضات إذا لم يظهر الروس تجاوباً. كما ألمح ترمب إلى إمكانية تخفيف العقوبات المفروضة على روسيا ورفع التجميد عن أصولها المقدرة بـ300 مليار دولار، لإغراء الكرملين بقبول الاتفاق.

غير أن غياب الضمانات الأمنية لأوكرانيا يثير قلقاً في كييف، خصوصاً مع عدم وضوح التزام الولايات المتحدة بتقديم الدعم في حال تدهور الوضع الميداني. وهدد الوزير روبيو بوقف جهود التفاوض كلياً إذا لم يتحقق تقدم سريع، وهو ما اعتُبر إنذاراً صريحاً لزعماء كييف وموسكو معاً.

ويواجه ترمب تحدياً سياسياً داخلياً ودولياً، بعد أن وعد بإنهاء الحرب خلال 24 ساعة من توليه منصبه، بينما المفاوضات مستمرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر بلا نتائج ملموسة، في وقت تتبادل فيه موسكو وكييف الاتهامات بخرق اتفاق وقف إطلاق النار. ويرى محللون أن ترمب يضغط لحسم الملف قبل انتهاء المئة يوم الأولى من رئاسته بنهاية أبريل، لتسجيل إنجاز دبلوماسي كبير، فيما يبقى مستقبل الحرب الأوكرانية رهينة بتنازلات صعبة لا يبدو أن أي من الطرفين مستعد لتقديمها حالياً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق