أخبار العالمأمريكا

تحولات في السياسة الدفاعية الأمريكية تضع الحلفاء على خط الانتظار وسط مخاوف من نفاد الذخائر الاستراتيجية

أطلقت وزارة الدفاع الأميركية مراجعة شاملة لصادرات الأسلحة إلى الحلفاء، في خطوة تعكس مخاوف متزايدة من استنزاف المخزون الاستراتيجي للولايات المتحدة، بعد عامين من الإمدادات المكثفة لأوكرانيا ودول أخرى. وأكد المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، أن المراجعة تشمل كافة الشركاء وليس كييف فقط، وتندرج ضمن عملية أوسع لإعادة ضبط الأولويات الدفاعية بما يضمن توازن الدعم الخارجي مع الجاهزية الوطنية.

وتزامن القرار مع إعلان البيت الأبيض تقليص شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا، في إطار مراجعة موسعة أجرتها وزارة الدفاع، ركزت على التوفيق بين الالتزامات الدولية والأمن القومي الأميركي. وتشمل الأسلحة التي تخضع للتقييم منظومات عالية التقنية مثل صواريخ “هيمارس” بعيدة المدى، ومدافع 155 ملم، ومنظومات الدفاع الجوي “باتريوت” التي لعبت دوراً مركزياً في حماية المدن الأوكرانية من الهجمات الروسية، وكذلك الدفاع عن منشآت حيوية في إسرائيل وقطر خلال التصعيد الأخير مع إيران.

ورغم أن البنتاغون لم يوضح بعد ما إذا كانت القيود ستشمل إسرائيل—التي تعتمد على واشنطن في نحو 68% من وارداتها الدفاعية—فقد أوضح بارنيل أن التفاصيل المرتبطة بالكميات أو الأنواع التي عُلِّق تسليمها لن تُكشف حالياً، مؤكداً أن الجيش الأميركي لا يزال مستعداً لتنفيذ مهامه عالمياً دون خلل في جاهزيته.

وفي المقابل، أبدت كييف قلقاً شديداً إزاء هذه التطورات، محذّرة من أن أي تباطؤ في الدعم العسكري الأميركي سيفسَّر من موسكو كإشارة ضعف. وأكدت وزارة الخارجية الأوكرانية—عقب استدعائها القائم بالأعمال الأميركي في كييف—أن تراجع الدعم يشجع روسيا على تصعيد الحرب بدلاً من التفاوض.

وتقود هذا التحول داخل البنتاغون مجموعة من المسؤولين المقربين من وكيل الوزارة لشؤون السياسات، إلبرج كولبي، المعروف بدعوته لتحويل التركيز العسكري الأميركي إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ لمواجهة الصين. ويحظى كولبي بدعم سياسي من جناح جمهوري صاعد يقوده نائب الرئيس جي دي فانس، الذي لطالما انتقد استمرار ضخ الأموال في صراعات بالوكالة في أوروبا والشرق الأوسط.

ويرى مراقبون في واشنطن أن هذه المراجعة قد تكون مقدمة لتحول جذري في عقيدة الدفاع الأميركية، وسط تصاعد الجدل داخل الكونغرس بشأن أولوية مواجهة التحديات القادمة من شرق آسيا على حساب الالتزامات القديمة، خصوصاً في ظل تنامي المخاطر على الجاهزية القتالية للجيش الأميركي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق