تحذير من تدفق المرتزقة والمقاتلين من ليبيا إلى منطقة الساحل والصحراء
انجامينا-تشاد-20 مايو 2021
حذر نائب وزير خارجية تشاد، عمر بن داود، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، من أن مرتزقة ومقاتلين أجانب من ليبيا يعبرون إلى منطقة الساحل، ويهدّدون بتقويض مكاسب خمس دول في غرب إفريقيا على صعيد محاربة الإرهاب، من خلال إغراق المنطقة في أعمال عنف يصعب السيطرة عليها.
وقال إن تدهور الوضع في منطقة الساحل سيضرّ بإفريقيا ككل، ويمكن أن يحوّل القارة إلى ساحة مواجهات وقاعدة للإرهاب الدولي”,”
وأضاف أن توغل المرتزقة(المعارضة التشادية) من ليبيا إلى تشاد أدى إلى وفاة الرئيس التشادي إدريس دبي، الشهر الماضي، وهذا مثال واضح على ما يمكن أن يحدث في جميع أنحاء منطقة الساحل إذا لم يتخذ المجتمع الدولي الإجراءات المناسبة.
وأكد أن هناك أكثر من 400 شخص قتلوا في هجمات في بوركينا فاسو ومالي والنيجر منذ مارس، مضيفا أن أحد أهم العوامل لهزيمة الإرهابيين في منطقة الساحل، يتمثل في القوة الإفريقية المكوّنة من خمس دول والتي تكافح الإرهاب في المنطقة ، وتحتاج إلى تمويل مستمر ومكتب دعم لوجستي للأمم المتحدة يتم تمويله من مساهمات الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
من جهتها، قالت السفيرة الأمريكية ليندا توماس غرينفيلد إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، مثل أعضاء المجلس الآخرين، منزعجة من تصاعد التطرف العنيف والهجمات الإرهابية والعنف بين الطوائف في جميع أنحاء منطقة الساحل.
وأضافت أنه منذ إنشاء قوة مجموعة الدول الخمس في عام 2017 ، خصصت الولايات المتحدة أكثر من 588 مليون دولار كمساعدات أمنية وجهود أخرى لمكافحة التطرف العنيف في الدول الخمس.
وأردفت أن الاستقرار يتطلب، أيضًا، توفير الفرص الاقتصادية وحماية سيادة القانون، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة قدمّت أكثر من ملياري دولار في مجالات الصحة والتنمية والأمن والمساعدات الإنسانية لدعم منطقة الساحل.
في سياق متصل، قال سفير النيجر لدى الأمم المتحدة، عبدو عباري، إن أكثر من 2440 مدنياً وعنصرا من قوات الدفاع والأمن فقدوا حياتهم في المنطقة الحدودية بين بوركينا فاسو ومالي والنيجر في عام 2020 .
من جهته،قال الجنرال أومارو ناماتا ، قائد مجموعة الخمسة ،إن القوة التي يبلغ قوامها الآن 5500 جندي نفذت 25 عملية منذ إنشائها في عام 2017، بما في ذلك 11 حملة كبرى منذ نهاية عام 2019 وحققت نتائج إيجابية للغاية.
وأشار إلى أنه إلى جانب تحييد مئات الإرهابيين والإستيلاء أو تدمير كمية كبيرة من معداتهم التي عطلت قدرتهم اللوجستية، تم اعتقال أو أسر 79 شخصًا بين نوفمبر 2020 وأبريل 2021 ، ويخضعون حاليًا للإجراءات القانونية.
أما السفير الفرنسي نيكولا دي ريفيير ، الذي تمتلك بلاده قوتها الخاصة لمكافحة الإرهاب في المنطقة والتي تتعاون مع مجموعة الدول الخمس، فقد كشف عن قلقه إزاء تدهور الوضع في منطقة الساحل.
وقال إن الجماعات الإرهابية، برغم تضررها بشدة، إلا أنها تواصل أعمال العنف وتحاول بسط سيطرتها، ويمتد التهديد الآن إلى جنوب مالي ، ولكن أيضًا إلى ساحل العاج وغانا وتوغو وبنين، كما أن آثار الفقر وتغير المناخ تؤدي إلى تفاقم هذه التوترات.
وأضاف دي ريفيير: بالرغم من الجهود التي تبذلها فرنسا ودول أخرى إلا أن الأزمة الإنسانية في منطقة الساحل تزداد سوءً ، حيث يحتاج 29 مليون شخص إلى مساعدات طارئة.