تحذير أممي: خطر سوء التغذية الحاد يهدد ملايين الأطفال في اليمن
قسم الأخبار الدولية 27/09/2024
حذّر برنامج الأمم المتحدة للأغذية من تصاعد خطر سوء التغذية الحاد في اليمن، حيث يواجه ملايين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات وضعاً إنسانياً كارثياً. يأتي هذا التحذير في ظل تدهور الوضع الغذائي في البلاد، والذي يفاقمه استمرار الصراع المسلح منذ سنوات، إلى جانب الأزمات الاقتصادية وتدهور الخدمات الصحية.
تزايد معدلات سوء التغذية
بحسب تقرير برنامج الأغذية العالمي، يعاني أكثر من 2.2 مليون طفل في اليمن من سوء التغذية الحاد، منهم 500,000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد، وهي حالة تهدد حياتهم بشكل مباشر. كما تواجه حوالي 1.3 مليون امرأة حامل أو مرضعة سوء التغذية، مما يزيد من خطر الولادات المتعسرة والمضاعفات الصحية للأمهات وأطفالهن.
وأكّد البرنامج أن اليمن يشهد واحدة من أسوأ الأزمات الغذائية في العالم، حيث يعيش أكثر من 17 مليون شخص في حالة انعدام أمن غذائي، وهم بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.
أسباب تدهور الوضع
الصراع المستمر منذ عام 2015 بين الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف العربي وجماعة الحوثي تسبب في تدمير كبير للبنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس وشبكات المياه. هذا الوضع أدى إلى تعطيل عمليات الإنتاج الزراعي وتفاقم الأوضاع الاقتصادية، مما جعل اليمن يعتمد بشكل شبه كامل على المساعدات الغذائية.
إلى جانب ذلك، تسببت الحرب في نزوح ملايين الأشخاص داخل البلاد، مما أدى إلى زيادة الضغوط على الموارد الشحيحة وتفاقم أزمة الغذاء. المنظمات الدولية تعاني من صعوبة في الوصول إلى العديد من المناطق التي تسيطر عليها الأطراف المتنازعة، مما يعقد من عمليات تقديم المساعدات الإنسانية.
تحذيرات من تفاقم الأزمة
شدد برنامج الأغذية العالمي على أن الوضع الغذائي في اليمن قد يتفاقم بشكل أكبر إذا لم يتم توفير التمويل اللازم لعمليات الإغاثة. ومع تزايد أعداد المحتاجين وانخفاض الموارد، دعا البرنامج المجتمع الدولي إلى تقديم المزيد من الدعم المالي والتبرعات لتجنب كارثة إنسانية أكبر.
تأتي هذه التحذيرات في وقت يشهد فيه اليمن أيضاً تفشي العديد من الأمراض المعدية مثل الكوليرا والملاريا، بالإضافة إلى جائحة كورونا، التي زادت من تعقيد الوضع الصحي في البلاد.
وفي إطار الجهود الأممية، تتواصل الدعوات لوقف فوري لإطلاق النار وبدء مفاوضات سياسية بين الأطراف المتنازعة كخطوة أولى نحو استعادة الاستقرار في البلاد. كما دعت المنظمات الإنسانية إلى ضرورة زيادة الدعم المالي وتوفير ممرات آمنة لإيصال المساعدات الغذائية والطبية إلى المناطق الأكثر تضرراً.
مع استمرار الحرب في اليمن وتدهور الوضع الاقتصادي، تزداد مخاطر سوء التغذية الحاد، ما يهدد حياة ملايين الأطفال والنساء في البلاد. البرنامج الأممي للأغذية دعا المجتمع الدولي إلى ضرورة التدخل العاجل لتقديم الدعم والمساعدات، محذراً من أن الوضع قد يتدهور أكثر في حال عدم اتخاذ إجراءات سريعة وفعالة.