أخبار العالمإفريقيا

تجدد الاشتباكات في الخرطوم والفاشر وانقطاع الاتصالات بأم درمان وسط تصاعد العنف في السودان

تجددت الاشتباكات العنيفة في العاصمة السودانية الخرطوم ومدينتي الفاشر وأم درمان، وسط تصاعد مستمر في حدة النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. ووفقاً لمصادر محلية، تصاعدت المواجهات بشكل كبير في الساعات الأخيرة، مما أدى إلى انقطاع كامل للاتصالات في أم درمان، وزيادة معاناة السكان في مناطق القتال.

في الخرطوم، اشتدت حدة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث استخدمت الأسلحة الثقيلة والمدفعية في أحياء سكنية مكتظة، مما أدى إلى تدمير واسع في الممتلكات وسقوط ضحايا مدنيين. ويعاني السكان في الخرطوم من نقص شديد في الإمدادات الغذائية والطبية، وسط انعدام الأمن وانتشار القتال في الشوارع.

من جهة أخرى، شهدت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، اشتباكات عنيفة بين الطرفين المتنازعين. الفاشر، التي تعد مركزاً مهماً في منطقة دارفور المضطربة، شهدت تصاعداً في العنف في الأسابيع الأخيرة، مما أدى إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان هرباً من القتال.

وانقطعت الاتصالات في أم درمان بشكل كامل، مما زاد من حالة الفوضى والتوتر في المدينة. انقطاع الاتصالات يعقد من جهود الإغاثة الإنسانية ويجعل من الصعب تقييم الوضع على الأرض، خاصة في ظل استمرار الاشتباكات بين الطرفين.

تشير المصادر المحلية إلى أن القتال في أم درمان قد تركز في بعض الأحياء الحيوية، مما جعل التنقل داخل المدينة شبه مستحيل. الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يستمرون في تبادل الاتهامات حول المسؤولية عن تدهور الوضع، بينما يعاني السكان من وضع إنساني كارثي.

يذكر أنّ الصراع في السودان اندلع في أبريل 2023 بعد فشل الاتفاقيات الانتقالية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي كانت تهدف إلى دمج الأخيرة في الجيش الوطني. بدلاً من ذلك، تحول النزاع إلى مواجهات عسكرية شاملة، تشمل أجزاء كبيرة من البلاد، لا سيما في الخرطوم ودارفور.

ومنذ بدء النزاع، تزايدت المخاوف من انهيار كامل للدولة السودانية، حيث أدت الاشتباكات إلى سقوط آلاف القتلى ونزوح الملايين. البنية التحتية للبلاد تعرضت لأضرار كبيرة، فيما تزايدت الاحتياجات الإنسانية بسبب نقص الغذاء والماء والخدمات الطبية.

ورغم الدعوات المتكررة من المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار وبدء حوار سياسي، لا يبدو أن هناك أي بوادر تهدئة في الأفق. المنظمات الإنسانية الدولية تعاني من صعوبة الوصول إلى مناطق النزاع بسبب غياب الأمن واستمرار القتال. الأمم المتحدة وجهت دعوات متكررة للأطراف المتصارعة للتوصل إلى حل سياسي يحمي المدنيين ويضع حداً للعنف.

مع تجدد الاشتباكات في الخرطوم والفاشر وانقطاع الاتصالات في أم درمان، يبدو أن الأزمة السودانية تتفاقم مع مرور الوقت. النزاع الذي بدأ بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بات يشكل تهديداً حقيقياً لاستقرار البلاد بأكملها، ويزيد من معاناة الملايين من المدنيين العالقين وسط هذا الصراع المدمر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق