آسياأخبار العالم

تايوان تحتجز سفينة شحن صينية بعد انقطاع كابل اتصالات بحري وسط تصاعد المخاوف الأمنية

احتجز خفر السواحل التايواني سفينة شحن ترفع علم توغو وعلى متنها طاقم صيني، اليوم الثلاثاء، عقب حادثة قطع كابل اتصالات بحري قبالة سواحل الجزيرة، في واقعة تزيد من المخاوف بشأن أمن البنية التحتية الحيوية وسط توترات مستمرة مع الصين.

وذكرت وزارة الشؤون الرقمية التايوانية أن شركة “تشونغهوا تيليكوم” رصدت في وقت مبكر من اليوم انقطاع الكابل الذي يربط جزيرة تايوان بجزر بنغهو الاستراتيجية في مضيق تايوان. وعلى إثر ذلك، اعترضت السلطات التايوانية السفينة “هونغتاي”، وأجرت تحقيقات لتحديد ما إذا كان الحادث عرضيًا أو عملاً متعمدًا.

وأشار خفر السواحل إلى أن السفينة الممولة من الصين كانت ترفع “علم ملاءمة”، وهو نظام يتيح تسجيل السفن في بلدان أجنبية مقابل امتيازات تنظيمية، مضيفين أن التحقيقات ستكشف ما إذا كان الحادث يندرج ضمن “استراتيجية التوغّل في المنطقة الرمادية”، في إشارة إلى أساليب الضغط غير العسكرية التي قد تستخدمها بكين ضد تايبيه.

تزايد المخاوف بشأن أمن الكابلات البحرية

تمتلك تايوان 14 كابلًا دوليًا تحت الماء و10 كابلات محلية، وتعتبر هذه البنية التحتية حيوية لنقل البيانات والاتصالات، مما يجعلها هدفًا استراتيجيًا في أي نزاع محتمل. وقد تعرضت الجزيرة لسلسلة من حوادث انقطاع الكابلات في السنوات الأخيرة، نُسب بعضها إلى التآكل الطبيعي، فيما أُلقي اللوم في البعض الآخر على سفن صينية.

وفي حادثة مماثلة أوائل العام الجاري، اشتُبه في قيام سفينة شحن صينية بقطع كابل آخر شمال شرقي الجزيرة. كما توقفت كابلات بحرية تربط أرخبيل ماتسو التايواني عن العمل الشهر الماضي، وعُزي ذلك إلى “التدهور الطبيعي”.

ورصدت تايبيه مؤخرًا 52 سفينة صينية ترفع أعلام دول أخرى، مثل منغوليا والكاميرون وتنزانيا وتوغو وسيراليون، معتبرةً أن هذه الأنشطة تتطلب مراقبة مكثفة.

توترات متزايدة بين تايوان والصين

يأتي الحادث في سياق توتر متزايد بين تايبيه وبكين، إذ تؤكد الصين سيادتها على تايوان وتلوّح بإعادتها بالقوة إذا لزم الأمر. وتخشى الحكومة التايوانية من أن تكون مثل هذه الحوادث جزءًا من استراتيجية صينية تهدف إلى تقويض أمن الجزيرة وعزلها رقميًا كتمهيد لأي عمل عسكري مستقبلي.

في ظل هذه التطورات، أكدت السلطات التايوانية أنها ستواصل تعزيز مراقبة مياهها الإقليمية واتخاذ التدابير اللازمة لضمان سلامة بنيتها التحتية للاتصالات، فيما لا تزال التحقيقات جارية لتحديد ملابسات حادثة انقطاع الكابل الأخيرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق