بولندا تطالب بنشر أسلحة نووية أمريكية على أراضيها وروسيا تحذر من التصعيد

قسم الأخبار الدولية 13/03/2025
طالب الرئيس البولندي، أندريه دودا، الولايات المتحدة الأمريكية بنقل أسلحة نووية إلى بلاده، في خطوة قد تزيد من التوتر العسكري في أوروبا الشرقية، وسط استمرار المواجهة بين روسيا والغرب. وكشفت صحيفة فاينانشال تايمز أن دودا ناقش مؤخرًا هذا الموضوع مع كيت كيلوغ، مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لشؤون أوكرانيا، مؤكدًا أن ترامب قد يوافق على نقل الرؤوس النووية الأمريكية المخزنة في أوروبا الغربية أو حتى داخل الولايات المتحدة إلى بولندا في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية المقبلة.
الخلفية الاستراتيجية للمطلب البولندي
تعكس هذه الدعوة التوجهات المتزايدة لبولندا لتعزيز وجودها العسكري في مواجهة روسيا، حيث تعتبر وارسو نفسها في الخطوط الأمامية لأي صراع محتمل بين حلف شمال الأطلسي (الناتو) وموسكو. على مدار السنوات الماضية، كثّفت بولندا إنفاقها العسكري، مستضيفةً قوات أمريكية إضافية ومعدات عسكرية متقدمة، كما سعت لتحديث جيشها عبر شراء منظومات صاروخية ودبابات أمريكية حديثة.
ويأتي الطلب البولندي في سياق التوترات المتزايدة بين الناتو وروسيا، خاصة بعد قرار موسكو نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا، الحليف الأقرب لها في المنطقة. هذه الخطوة الروسية سبق أن أثارت قلق الدول الأوروبية، وهو ما قد يفسر مساعي بولندا لتأمين مظلة نووية أمريكية على أراضيها.
أثار تصريح دودا ردود فعل واسعة، حيث حذّر المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، من أن هذه الخطوة قد تزيد من حدة التوتر العسكري في القارة الأوروبية، مشيرًا إلى أن مقترح نقل الأسلحة النووية إلى بولندا لم يلقَ ترحيبًا حتى داخل الولايات المتحدة وبعض العواصم الأوروبية. وقال بيسكوف خلال مقابلة متلفزة:
“تحاول بولندا دائمًا أن تكون في الصدارة، لكن يبدو أن تصريحات الرئيس دودا أثارت القلق في واشنطن وعدد من الدول الأوروبية، حيث سارعت تلك العواصم إلى نفي وجود أي خطط فعلية لنقل الأسلحة النووية إلى بولندا.”
من جانبه، لم يصدر تعليق رسمي حتى الآن من الإدارة الأمريكية بشأن الطلب البولندي، لكن مصادر دبلوماسية غربية أشارت إلى أن واشنطن لا ترغب في اتخاذ خطوات قد تؤدي إلى تصعيد مباشر مع موسكو، خصوصًا في ظل الأوضاع المتوترة في أوكرانيا.
التداعيات المحتملة
في حال موافقة الولايات المتحدة على نقل الأسلحة النووية إلى بولندا، فقد يؤدي ذلك إلى تغيير جذري في التوازن العسكري الأوروبي، ما قد يدفع روسيا إلى اتخاذ إجراءات مضادة، مثل نشر مزيد من القوات والصواريخ النووية التكتيكية بالقرب من حدود الناتو. كما أن مثل هذه الخطوة قد تدفع دولًا أوروبية أخرى، مثل ألمانيا وفرنسا، إلى إعادة النظر في سياساتها الدفاعية، وسط مخاوف من انجرار القارة إلى سباق تسلح جديد.
وبينما تسعى بولندا إلى تعزيز أمنها القومي عبر شراكة أوثق مع واشنطن، فإن هذه التحركات قد تضعها في قلب مواجهة مباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا، مما يجعل المنطقة أكثر اضطرابًا، ويهدد استقرار الأمن الأوروبي ككل.