آسياأخبار العالم

بوتين وأردوغان يناقشان في قمة “بريكس” إقامة محطات طاقة نووية ومركز للغاز في تركيا وسط تعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين

في إطار العلاقات المتنامية بين روسيا وتركيا، يستعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب إردوغان لمناقشة مشروعين استراتيجيين مهمين خلال قمة “بريكس” المقبلة. وتتمحور المحادثات حول إقامة محطات طاقة نووية في تركيا وإنشاء مركز لتوزيع الغاز، في خطوة تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والطاقي بين البلدين.

ووفقًا لمصادر مطلعة، يُتوقع أن يكون ملف الطاقة النووية أحد أبرز المحاور، حيث تستعد روسيا لدعم تركيا في بناء المزيد من المحطات النووية. وتجدر الإشارة إلى أن روسيا تشرف بالفعل على إنشاء محطة “أكويو” للطاقة النووية، التي تُعد أول محطة من نوعها في تركيا، وتأتي المناقشات الجديدة لتوسيع هذا التعاون عبر مشاريع إضافية تسهم في تلبية احتياجات تركيا المتزايدة من الطاقة. ومن المتوقع أن تكون هذه المحطات جزءًا من استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تعزيز الاستقلال الطاقي لتركيا وتقليل اعتمادها على مصادر الطاقة التقليدية.

إلى جانب الطاقة النووية، ستكون مسألة إنشاء مركز للغاز الطبيعي في تركيا على طاولة المباحثات.

يُنظر إلى هذا المركز على أنه خطوة استراتيجية في إطار تحويل تركيا إلى مركز إقليمي لتوزيع الغاز، خاصة في ظل الموقع الجغرافي المميز لتركيا الذي يربط بين مصادر الغاز الروسية والأسواق الأوروبية والآسيوية.

هذا المشروع يمكن أن يوفر لتركيا دورًا محوريًا في خريطة الطاقة الدولية، خاصة في ظل التحولات التي تشهدها سوق الطاقة العالمية بعد أزمة أوكرانيا وارتفاع الطلب على الغاز الطبيعي.

وتعكس هذه الخطط التقارب المستمر بين موسكو وأنقرة في مجالات الاقتصاد والطاقة، حيث يسعى البلدان إلى تعزيز شراكتهما الاستراتيجية على الرغم من التحديات الجيوسياسية التي تواجه المنطقة.

ورغم الاختلافات التي شهدتها العلاقات الثنائية في بعض الملفات الإقليمية مثل الأزمة السورية، تمكنت روسيا وتركيا من الحفاظ على مستوى عالٍ من التعاون في العديد من المجالات، وخاصة في قطاع الطاقة.

كما يرى محللون أن هذا التعاون في مجال الطاقة يمكن أن يعزز مكانة البلدين في السوق العالمية، ويساهم في تقوية التحالفات الاقتصادية ضمن مجموعة “بريكس” التي تهدف إلى تحدي الهيمنة الاقتصادية الغربية.

يُعد الغاز الطبيعي والطاقة النووية من أبرز الأدوات التي يمكن أن تعزز من مكانة تركيا كقوة اقتصادية إقليمية، بينما توفر لروسيا مزيدًا من الأسواق لتصدير طاقتها وسط العقوبات الغربية المفروضة عليها.

في ضوء هذه التطورات، تبقى الأنظار مركزة على نتائج قمة “بريكس” وما ستسفر عنه من اتفاقيات بين البلدين، والتي قد تلعب دورًا حاسمًا في إعادة تشكيل موازين القوى في سوق الطاقة العالمية خلال السنوات القادمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق