آسياأخبار العالمأمريكا

بكين تعيد صياغة رسائلها لواشنطن وتعرض مسار تعاون مشروط بالحفاظ على السيادة استراتيجية أمنية أميركية أكثر تشدداً

دفعت التطورات السياسية الأخيرة وزارة الخارجية الصينية إلى توجيه رسالة واضحة للولايات المتحدة، أكدت فيها استعداد بكين لتحسين العلاقات الثنائية شرط احترام سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية. وعكس هذا الموقف – الذي جاء على لسان المتحدث قوه جيا كون – حرص القيادة الصينية على إبقاء أبواب الحوار مفتوحة رغم تصاعد المنافسة الاستراتيجية بين القوتين.

وجاءت هذه التصريحات رداً على استراتيجية الأمن القومي الأميركية الجديدة التي وضعت منطقة آسيا والمحيط الهادئ في قلب اهتمام واشنطن، ووصفت الصين بأنها «منافس اقتصادي شرس»، بدلاً من تصنيفها تهديداً وجودياً كما كانت تلمّح إليه استراتيجيات سابقة. واعتبر قوه جيا كون أن تحسين العلاقات يتطلب تحركاً أميركياً في الاتجاه نفسه، عبر إدارة الخلافات بطريقة مسؤولة وتعزيز مسارات التواصل لمنع أي توتر غير محسوب.

ووراء هذه الرسائل، برزت إشارات أميركية جديدة في ملف تايوان. فبينما توقّع مراقبون أن يتبنى الرئيس دونالد ترمب موقفاً أكثر صدامية، أوضحت الاستراتيجية أن الولايات المتحدة تؤيد الوضع القائم الذي يحكم العلاقة منذ عقود، لكنها دعت اليابان وكوريا الجنوبية إلى زيادة مساهمتهما الدفاعية لضمان قدرة تايوان على حماية نفسها في «سلسلة الجزر الأولى» التي تشكّل حاجزاً استراتيجياً شرق الصين.

ورغم هذا التوضيح، ظلّ الملف التايواني أحد أكثر النقاط حساسية في العلاقات الثنائية، خاصة بعد أن أكدت بكين مراراً أن هذه القضية جزء لا يتجزأ من سيادتها. وبموازاة ذلك، انتقدت الصين دعوات أميركية ترى أنها تعزّز التطويق العسكري في بحر الصين الجنوبي، بينما يواصل البيت الأبيض الدفع باتجاه تحالفات أوسع مع حلفائه الآسيويين.

وتكشف هذه التطورات عن مرحلة دقيقة في العلاقات الصينية – الأميركية: فبينما تعرض بكين تعاوناً مشروطاً، تواصل واشنطن رسم سياسات أكثر حزماً لضبط التنافس في منطقة Asia-Pacific. وفي ظل هذا التداخل بين الحوار والردع، تبدو العلاقة الثنائية متجهة نحو إدارة طويلة الأمد للخلافات، دون الذهاب إلى مواجهة مباشرة، لكن من دون عودة سريعة إلى مناخ الثقة الذي افتقده الجانبان خلال الأعوام الماضية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق