آسياأخبار العالمأمريكا

بكين تجري اختباراً لصاروخ باليستي عابر للقارات في المحيط الهادئ وسط تصاعد التوترات العالمية

في خطوة لافتة في سباق التسلح العالمي، أجرت الصين اختباراً لصاروخ عابر للقارات فوق المحيط الهادئ، ما يثير مخاوف دولية حول تصاعد التوترات الجيوسياسية. الصاروخ، الذي يُعتقد أنه جزء من ترسانة الصواريخ الباليستية المتطورة التي تمتلكها الصين، يُظهر قدرة بكين على توسيع نطاق عملياتها العسكرية إلى مناطق بعيدة، وتعزيز مكانتها كقوة عسكرية عظمى.

أفادت التقارير بأن الاختبار تم على صاروخ عابر للقارات، قادر على حمل رؤوس نووية، وأطلق من موقع في الأراضي الصينية باتجاه منطقة غير محددة في المحيط الهادئ. الصاروخ قطع مسافة طويلة عابراً أجواء المحيط، قبل أن يسقط في المياه الدولية. يهدف هذا الاختبار إلى تقييم القدرات التكنولوجية للصاروخ وتحسين أنظمة التوجيه والدقة.

هذا النوع من الصواريخ يُصنف ضمن الأسلحة الاستراتيجية التي يمكنها إصابة أهداف على بعد آلاف الكيلومترات، مما يعزز قدرة الصين على ضرب أي هدف في العالم، بما في ذلك الأراضي الأميركية.

وقد أثار الإختبار قلقاً كبيراً في العواصم الغربية، خاصة في الولايات المتحدة، التي تعتبر مثل هذه التجارب جزءاً من تصاعد التوترات بين القوى الكبرى. واشنطن أدانت الاختبار ودعت إلى ضبط النفس، معتبرة أن مثل هذه الخطوات قد تؤدي إلى زيادة سباق التسلح العالمي وتعقيد الجهود الرامية إلى منع انتشار الأسلحة النووية.

كما أبدت دول آسيوية مثل اليابان وأستراليا قلقها، مع دعوات لتعزيز التعاون الدفاعي مع الولايات المتحدة في مواجهة التهديدات المتزايدة.

وتعمل الصين منذ سنوات على تحديث وتطوير ترسانتها العسكرية، بما في ذلك برامج الصواريخ الباليستية العابرة للقارات. هذه الجهود تأتي في ظل منافسة شديدة مع الولايات المتحدة، حيث تسعى الصين إلى توسيع نفوذها العسكري في آسيا والمحيط الهادئ. كما أن التجارب الصاروخية الأخيرة تأتي في ظل التوترات المتزايدة في بحر الصين الجنوبي وتايوان، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة.

ويعتبر الصاروخ الذي تم اختباره جزءاً من برنامج الصواريخ الباليستية الصينية، والذي يتضمن أنواعاً مختلفة من الصواريخ العابرة للقارات، بعضها مزود بتكنولوجيا متطورة تتيح له التهرب من الأنظمة الدفاعية المضادة للصواريخ. هذا التطور يعكس مساعي الصين لتعزيز قدرتها على توجيه ضربات بعيدة المدى والاحتفاظ بتوازن القوة مع الولايات المتحدة وروسيا.

أخيرا يمثل اختبار الصين لصاروخ عابر للقارات فوق المحيط الهادئ استعراضاً جديداً لقدراتها العسكرية المتنامية، ويزيد من حدة التوترات في العلاقات الدولية. مع استمرار سباق التسلح بين القوى الكبرى، يبقى السؤال حول كيفية إدارة هذه التوترات وضمان عدم تصاعدها إلى مواجهة عسكرية مباشرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق