بعد عشرية من الدماء والدمارفي ليبيا ..هل آن زمن الخروج من النفق المظلم؟

أصدر رئيس المجلس الرئاسي لحكومة “الوفاق” فائز السراج، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح بيانين اليوم الجمعة، أعلنا فيهما وقف إطلاق النار في كل الأراضي الليبية، في أعقاب اتصالات سياسية دولية مكثفة بشأن الأزمة الليبية شهدها هذا الأسبوع. وتضمن البيانان الدعوة إلى”استئناف إنتاج النفط وتصديره، وتجميد إيراداته في حساب خاص بالمصرف الليبي الخارجي، ولا يتصرف فيها إلا بعد التوصل إلى تسوية سياسية وفق مخرجات مؤتمر برلين، وبضمانة البعثة الأممية والمجتمع الدولي”. وتضمن بيان السراج تعليمات لجميع القوات العسكرية التابعة له بالوقف الفوري لجميع العمليات القتالية في كل الأراضي الليبية. وشدد بيان المجلس الرئاسي على أنه “إذ يبادر بالإعلان عن وقف إطلاق النار، فإنه يؤكد أن الغاية النهائية هي استرجاع السيادة الكاملة على التراب الليبي وخروج القوات الأجنبية والمرتزقة”. يأتي ذلك بعد إعلان الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، يوم الثلاثاء، إعادة فتح موانئ وحقول النفط في البلاد. وشهد الأسبوع تحركات واتصالات دولية مكثفة في إطار السعي نحو التوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية، تمثلت في زيارة وزير الخارجية الألماني هايكو ماس طرابلس الإثنين الماضي،والتقى السفير الأميركي في ليبيا، ريتشارد نورلاند، رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح ومسؤولين مصريين في القاهرة،في 12 أغسطس الجاري. وغادر السفير الأميركي القاهرة إلى العاصمة التركية أنقرة، حيث صرح من هناك بأنه ناقش مع المسؤولين الأتراك”سحب القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، ونزع السلاح من وسط ليبيا، وإنهاء الصراع الليبي”. كما زار وزيرا الدفاع التركي خلوصي آكار والقطري خالد العطية طرابلس، يوم الإثنين أيضا. وبعدها بيوم، استلم القائد العام للجيش، المشير خليفة حفتر، “رسالة هامة” من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، حسب بيان شعبة الإعلام الحربي بالقيادة العامة للجيش الوطني الليبي.وسلم الرسالة مدير إدارة المخابرات الحربية المصرية اللواء خالد مجاور إلى المشير حفتر في مكتبه بمقر القيادة العامة، ولم يُكشف عن فحوى الرسالة. كما كانت الأزمة الليبية أحد البنود الرئيسية ضمن مباحثات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب في اتصاله بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الجمعة الماضي، وقال ماكرون إنه “أجرى مباحثات جيدة جدا حول ليبيا مع دونالد ترامب”. وأعلنت الممثلة الخاصة للأمين العام في ليبيا بالإنابة، ستيفاني وليامز، عن ترحيبها الشديد ببياني المجلس الرئاسي ومجلس النواب لوقف إطلاق النار وتفعيل العملية السياسية في البلاد. كما نوهت الممثلة الخاصة بأن المبادرتين تبعثان الأمل مجددا في إيجاد حل سياسي وسلمي للأزمة الليبية التي طال أمدها وصولا إلى تحقيق إرادة الشعب الليبي للعيش بسلام وكرامة. من جهته،أعلن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، اليوم الجمعة، ترحيبه بإعلان وقف إطلاق النار في كافة الأراضي الليبية من قبل مجلس النواب وحكومة “الوفاق”. وقال السيسي، في تغريدة على تويتر: إن بيانات وقف العمليات العسكرية تشكل خطوة مهمة على طريق تحقيق التسوية السياسية وطموحات الشعب الليبي في استعادة الإستقرار.