الشرق الأوسط

صراع مرجعيات الإسلام السياسي.. هل احتوى الإخوان المسلمون مهاتير محمد؟

كوالالمبور- ماليزيا – زهور المشرقي

اختتمت،أمس السبت،قمة إسلامية مصغرة في كوالالمبور عاصمة ماليزيا دعا إليها رئيس وزراء ماليزيا محاضير محمد،خمس رؤساء بلدان إسلالامية فقط هي تركيا وقطر وباكستان وإندونيسيا وإيران،مستثنيا المملكة العربية السعودية وجميع رؤساء الدول الإسلامية الأخرى،في حين تغيبت عن القمة في الساعات الأخيرة، كل من إندونيسيا وباكستان وهما من أكبر البلدان الإسلامية، وحضرها 450 من المفكرين والباحثين والعلماء المسلمين لمناقشة أفكار وحلول للقضایا العالمية التي تواجه الأمة الإسلامية.

ونفت،اليوم السبت،سفارة السعودية في العاصمة الباكستانية، إسلام آباد، صحة الأنباء التي تحدثت عن ضغوط مزعومة مارستها المملكة على باكستان لثنيها عن المشاركة في القمة المصغرة التي عقدت في ماليزيا.

وقد أثارت الدعوة إلى هذه القمة في حد ذاتها واقتصار المشاركة على دول بعينها،لغطا كبيرا في أوساط العالم الإسلامي، بعد أن تم تهميش معظم المنظمات الإقليمية في المنطقة. كما تعدّدت التساؤلات حول أهداف هذه القمة واختيار الدول والتوقيت.

وتساءل عديد المراقبون عن أسباب إقصاء المملكة العربية السعودية من حضور القمة التي حرصت قطر وتركيا أكثر على انعقادها بهذه السرعة، وهما الدولتان اللتان تتزعمان تيار”الإخوان المسلمبن” وتدعمانه ماديا وسياسيا وعسكريا في المنطقة.

واعتبر الصحافي والمحلل السياسي ،عبد الباري عطوان، في مقال نشره بصحيفة “الرأي العام ” أن قمة ماليزيا هي “محور إسلامي جديد” مناهض للمملكة العربية السعودية ومصر بطريقة أو بأخرى، ضمن صراع المرجعيات السنية بين الأزهر في القاهرة ومكة في السعودية وإسطنبول في تركيا.

واعتبر عديد الخبراء إلى جانب منظمات ووسائل إعلام في الوطن العربي أن خطورة قمّة كوالالمبور “لا تكمُن فقط في كونها تُشكّل نواة تكتل إسلامي جديد يريد أصحابه أن يكون بديلا لمنظمة التعاون الإسلامي، وإنّما أيضا في تهميش الدول العربيّة الكبرى والصّغرى على حدٍّ سواء، ونزع قيادتها للعالم الإسلامي، لمصلحة مرجعيّة قياديّة محورها الإسلام السياسي الذي تنتهجه جماعة”الإخوان المسلمين”.
ويرى بعض المنظرين لقمة كوالالمبور، أن منظّمة التّعاون الإسلامي التي سعت هذه القمّة إلى تجاوزها، وخلق البدائِل لها، “باتت مُجرد اسم دون أيّ مضمون، وليس لها أيّ علاقة بالتّعاون الإسلاميّ، ولم تكُن مُحايدةً وموضوعيّةً على الإطلاق”،في حين بعتبر كثير من المتابعين للأوضاع في العالم الإسلامي، أن “المُعسكر الإسلاميّ العربيّ يعيش أسوَأ أيّامه حيث الفرقَة والتناحر والحروب والقمع والتبعيّة الكاملة للإستعمار الغربي،وخصوصا الأمريكي وارتِماء عدد كبير من زعمائه تحت أقدام العدو الإسرائيلي، والمجاهَرة بالتطبيع”..
وكان مهاتير محمد قد أكد للملك السعودي أن القمة في ماليزيا لن تكون بديلاً عن منظمة التعاون الإسلامي إلا أن وزير الخارجية الماليزي سيف الدين عبد الله،أشارأمس الجمعة،إلى أن” بعض الدول الإسلامية تخوض حروبا سرية نيابة عن القوى العظمى”.

وأضاف الوزير”عندما أعلنت ماليزيا عن رغبتها في تنظيم قمة كوالالمبور، بعضهم اتهمنا بتقسيم الأمة الإسلامية، ولكن هذه الجهات هي نفسها توافق على قصف الدول الأخرى أو فرض عقوبات عليها”.

وحين يصرح رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد، بأن قطر تجاوزت الحصار المفروض عليها وحققت نجاحات مبهرة، مضيفا أن “على ماليزيا ودول أخرى أن تتذكر أن مثل تلك الإجراءات قد تفرض علينا أيضا”، حسب ما ذكر موقع “مالاي ميل”، الماليزي،فإن المؤشرات تتجمع لتصبح الصورة أقرب إلى الوضوح بشأن التوجه السياسي الجديد للحكومة الماليزية بدفاعها وانحيازها إلى “الإسلام السياسي” الذي تقوده كل من تركيا وقطر.

فهل غفل أو تغافل المسؤولون الماليزيون عن الحروب وعمليات تجنيد الإرهابيين وتمويلهم وتسليحهم التي قامت بها كل من تركيا وقطر في سوريا وليبيا؟ وهل نسوا أم تناسوا الجسور القوية القائمة عسكريا وماليا واستخباراتيا بين الإحتلال الإسرائيلي وكل من تركيا وقطر؟
وهل تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي العدواني والتي تحتفظ بقواعد عسكرية له ،وكذلك قطر التي توجد بها قاعدتان من أكبر القواعد الأمريكية وهما”العيديد” و”السيلية”.. هل هذان البلدان بعيدان حقا عن الهبمنة الأمريكية والإرتماء في أحضانها؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق