بريطانيا تسحب عائلات موظفي سفارتها من إسرائيل وسط تصاعد القصف
قسم الأخبار الدولية 07/10/2024
في خطوة تعكس تفاقم الأوضاع الأمنية في إسرائيل، أعلنت بريطانيا عن سحب أفراد عائلات موظفي سفارتها في تل أبيب نتيجة للتصعيد العسكري المستمر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية و«حزب الله». القرار البريطاني يأتي في وقت يزداد فيه التوتر في المنطقة، مع تواصل العمليات العسكرية التي تنفذها إسرائيل ضد غزة وجنوب لبنان، وتصاعد الهجمات الصاروخية التي تستهدف الأراضي الإسرائيلية.
تفاصيل القرار البريطاني
أصدرت وزارة الخارجية البريطانية بياناً يوم الأربعاء، أعلنت فيه عن بدء عملية سحب أفراد عائلات موظفي سفارتها في إسرائيل، مشيرةً إلى أن هذا الإجراء احترازي ويأتي لضمان سلامة العائلات في ظل تزايد المخاطر الأمنية. وأكد البيان أن السفارة ستظل مفتوحة وتواصل العمل بشكل طبيعي، لكن سيتم تقليص عدد الموظفين غير الأساسيين.
ويأتي القرار البريطاني بالتزامن مع دعوات مشابهة من دول غربية أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا، التي حثت رعاياها على مغادرة إسرائيل ولبنان بشكل عاجل. السفارات الأجنبية في إسرائيل كثفت من تحذيراتها لمواطنيها، خصوصاً مع توسع نطاق الصواريخ التي تستهدف المدن الإسرائيلية الكبرى مثل تل أبيب وحيفا.
وتشهد إسرائيل منذ عدة أسابيع موجات من القصف الصاروخي المكثف، بدأت من قطاع غزة وامتدت إلى شمال إسرائيل عبر هجمات «حزب الله» من الأراضي اللبنانية. الهجمات استهدفت مناطق سكنية وصناعية في مدن كبرى، ما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا المدنيين وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية.
ورغم جهود إسرائيل لتعزيز أنظمتها الدفاعية، بما في ذلك نظام القبة الحديدية، إلا أن الهجمات الصاروخية المتكررة وضعت ضغطاً هائلاً على الدفاعات الإسرائيلية، ما أدى إلى بعض الاختراقات التي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
تداعيات دولية متزايدة
قرار بريطانيا بسحب عائلات موظفي السفارة يأتي وسط تزايد القلق الدولي من تفاقم الصراع، خاصة في ظل عدم وجود مؤشرات لتهدئة قريبة. العديد من الدول الغربية أبدت قلقها من تحول المواجهات إلى حرب إقليمية واسعة، مع احتمالية انخراط أطراف إقليمية أخرى في الصراع، مثل إيران التي تدعم «حزب الله» وحماس.
وتصاعدت المخاوف من حدوث تداعيات أوسع على الصعيد الدبلوماسي والاقتصادي، إذ إن العديد من الشركات الغربية بدأت في تقليص عملياتها في إسرائيل أو تعليقها بالكامل نتيجة للوضع الأمني غير المستقر.
ومع استمرار تدهور الأوضاع، يسعى المجتمع الدولي إلى التوسط من أجل تهدئة التوترات. الاتحاد الأوروبي دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار، محذراً من أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى نتائج كارثية على استقرار المنطقة بأكملها. كما أن الولايات المتحدة تقود جهوداً دبلوماسية لمحاولة التوصل إلى اتفاق تهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية و«حزب الله».
ومع ذلك، تظل احتمالات الوصول إلى اتفاق تهدئة ضئيلة، خاصة في ظل إصرار الطرفين على مواصلة العمليات العسكرية حتى تحقيق أهدافهما. فيما تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية الواسعة ضد غزة ولبنان، في محاولة لتقويض قدرات «حماس» و«حزب الله» على توجيه المزيد من الهجمات.
في ظل تصاعد الأوضاع وتكثيف الهجمات المتبادلة، من المرجح أن تستمر الدول الغربية في تقليص وجودها الدبلوماسي في إسرائيل ولبنان، مع تحذيرات متزايدة لمواطنيها بتجنب السفر إلى المنطقة. يبقى الصراع في حالة من الجمود، مع استمرار العمليات العسكرية وعدم وجود تقدم واضح في الجهود الدبلوماسية لوقف التصعيد.
من المتوقع أن تؤدي هذه التطورات إلى مزيد من الضغوط على الحكومات الغربية للتدخل بقوة أكبر في مساعي التهدئة، خصوصاً في ظل استمرار سقوط الضحايا المدنيين وتفاقم الأزمة الإنسانية في كل من غزة ولبنان.