“برج إيفل” بالنجمة السداسية
الجزائر-10-10-2023
تحت هذا العنوان كتب حسان الزهار بصحيفة(الاخبارية) الجزائرية:
ليتزين برج إيفل الذي سرقت فرنسا الاستعمارية حديده من أرض الجزائر بالعلم الصهيوني كيفما شاء لأننا نعلم يقينًا أن الغرب كله متصهين.
أتابع منذ يوم العز الذي أشرق من غزة في السابع من أكتوبر الماضي، تحليلات وتغطيات القنوات الفرنسية، وكلما أمعنتُ في التحليل والمقاربة، إلا وكانت صدمتي كبيرة من هول حالة التصهين التي يزخر بها هذا الإعلام، لدرجة أني وجدته أكثر “صهينة” من الإعلام الإسرائيلي نفسه في الكثير من التفاصيل، فالتركيز على وصف حماس بالإرهابية، وعلى البكائيات التي يسوقها على نساء وأطفال المستوطنين في الكيبوتسات الحدودية، والإصرار على إدانة المقاوم وتمجيد المستعمر، فاقت كل الحدود، لدرجة أنك تشم رائحة الكراهية ضد كل ما هو غزاوي وفلسطيني، بل وضد كل عربي مسلم، في كل تعليق وكل كلمة ينطقها زبانية القنوات الفرنسية، ولا أخفيكم أني سعدت كثيرا بقيام الفرنسيين بإنارة “لاتوريفال”(برج إيفل) بالعلم الصهيوني، باعتبار ذلك كشفا صريحا وعلانيا عن حقيقة فرنسا، كل فرنسا، من كونها ليست فقط عدوا لنا كجزائريين بحكم الإبادات التي ارتكبتها ضدنا عبر تاريخ استعمارها، وإنما هي عدو لكل العرب والمسلمين، وأنه علينا أن نعاملها من الآن فصاعدا على هذا الأساس، تماما كما نتعامل مع الصهاينة الحقيقيين في فلسطين.
فرنسا، ومعها أمريكا وبريطانيا، هم في مقدمة الغرب الصليبي الذي أوجد دولة الكيان في قلب الأمة العربية، لتقسيمها وتدميرها من الداخل ومنع نهوضها، وسيكون من العار بعد الذي حدث اليوم، أن يواصل بعضنا دس رؤوسهم في التراب كالنعام، وتفضيل العيش هناك تحت دعاوى تحسين ظروف العيش، بينما هم لا يقومون إلا بتحسين ظروف العبودية، لدى أسيادهم.
ليتزيّن برج إيفل، الذي سرقت فرنسا الاستعمارية حديده من أرض الجزائر، بالعلم الصهيوني كيفما شاء، لأننا نعلم يقينا أن الغرب كله متصهين، إنما ما يؤلم أن لا تتزين شوارعنا وساحاتنا العربية، براية العز الفلسطينية، ولا ترفع الرايات الحمساوية والجهادية التي داست على راية الصهاينة في عقر دارهم، وهو مصدر الحزن الحقيقي، الذي لم أستطع الحديث عنه الآن لما فيه من ألم وغصة.