بايدن يسوق حكام الغرب إلى حرب عالمية ضد روسيا
أوكرانيا-23-02-2023
تأتي”الاعترافات” العلنية من جانب لندن وواشنطن وباريس وباقي العواصم الغربية بأن الصراع في أوكرانيا عبارة عن “حرب عالمية” طرفاها روسيا والغرب، بمثابة تأكيد لوجهة النظر الروسية، وهو ما سيقوي موقف بوتين داخلياً بطبيعة الحال.
جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، كان قد عبر عن هذا السيناريو، خلال ديسمبر الماضي، بقوله: “لقد تحولنا إلى عالم غير منظم متعدد الأقطاب، كل شيء فيه سلاح: الطاقة والبيانات والبنية التحتية والهجرة…”. والجغرافيا السياسية
وجاء مؤتمر ميونيخ السنوي للأمن ليؤكد هذه الحقيقة، التي لم تكن غائبة عن أحد بطبيعة لكنها الآن جاءت على ألسنة القادة الغربيين، مما يطرح جبلاً من التساؤلات بشأن ما ينتظر العالم أجمع، خصوصاً أن تلك الحرب قد أصابت الاقتصاد العالمي بحالة من التضخم يعاني منها الجميع.
كلمات ماكرون في مؤتمر ميونيخ، في 17 فبراير، جاءت لتلقي بمزيد من التشاؤم على أي فرص للتوصل إلى تسوية سلمية للحرب في أوكرانيا، إذ قال: “نحن جاهزون لنزاع طويل الأمد.. أقول ذلك ولا أتمنى هذا الأمر”.
إجماع الغرب خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، بوجود ماكرون وأولاف شولتس وسوناك وهاريس، إلى جانب العديد من كبار المسؤولين الآخرين، على ضرورة مواصلة الحرب حتى “هزيمة روسيا”، يطرح عدداً من التساؤلات، أبرزها: هل يمكن فعلاً أن ينتصر الغرب على روسيا عسكرياً؟ وكيف يمكن أن يرد بوتين إذا ما لاحت الهزيمة العسكرية في الأفق؟
أعلن شولتس أن الدفعة الأولى من دبابات ليوبارد الألمانية ستصل “قريباً” إلى أوكرانيا، كما أعلن سوناك استعداد لندن لتوصيل طائرات مقاتلة متقدمة إلى كييف، إذ قال السبت 18 فبراير، إن بلاده مستعدة لدعم أي دولة يكون لديها الاستعداد لإرسال طائرات إلى أوكرانيا في الوقت الراهن، داعياً الحلفاء إلى الحفاظ على دعمهم لأوكرانيا.
“مستحيل” أن يحقق الغرب انتصاراً على روسيا بهذه الحيثيات، بحسب أغلب الخبراء العسكريين والاستراتيجيين الغربيين أنفسهم. فروسيا تسيطر على مساحات كبيرة من شرق أوكرانيا وجنوبها، كما أن موسكو لم تلقِ بأغلب قواتها المحترفة في ساحة الحرب، وتعتمد، على مدار عام كامل، على قوات فاغنر بشكل أساسي.
الاحتمال الأقرب هو أن تتخذ الحرب في أوكرانيا طبيعة حروب الاستنزاف طويلة الأجل، حيث يسعى كل طرف إلى استنزاف الطرف الآخر دون أن تلوح في الأفق أي إمكانية للحسم العسكري. ففي حالة تكثيف الغرب دعمه لأوكرانيا، عسكرياً ولوجستياً، بصورة تفتح الباب أمام احتمال هزيمة روسيا، لا أحد يتصور أن بوتين سيقبل بهذا ويستسلم له دون أن يلجأ لترسانته الهائلة من الأسلحة النووية، وقد هدد بذلك بالفعل.