نتنياهو في الأمم المتحدة: “سحقنا أعداءنا وسنُكمل المهمة في غزة”.. وانسحاب جماعي للوفود احتجاجاً
قسم الأخبار الدولية 2025/09/26
ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، خطابًا مثيرًا للجدل أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، مؤكدًا أن إسرائيل “قضت على تهديد وجودي” كان يهدد أمنها، عبر عمليات عسكرية شملت غزة واليمن ولبنان والعراق، متوعدًا بـ”استكمال المهمة” ضد من تبقى من فصائل المقاومة، وعلى رأسها حركة حماس.
الخطاب الذي جاء وسط انسحاب جماعي لعشرات الوفود الدبلوماسية احتجاجًا على سياسات إسرائيل في قطاع غزة، تضمن سلسلة من التصريحات الحادة التي لاقت ردود فعل متفاوتة على الصعيدين الدبلوماسي والحقوقي.
“سحقنا حماس والحوثيين وردعنا حزب الله”
قال نتنياهو إن إسرائيل نجحت في “سحق جماعة الحوثي في اليمن، والقضاء على الجزء الأكبر من حماس في غزة، وشلّ قدرات حزب الله في لبنان، وردع المليشيات في العراق”، على حد تعبيره.
وأشار إلى أن ما وصفه بـ”بقايا حماس” لا تزال تتحصن في مدينة غزة، مؤكدًا: “علينا أن نُنهي المهمة بأسرع وقت ممكن”.
تبرير العمليات في غزة: “لو أردنا الإبادة لفعلنا”
وفي رده على الاتهامات الدولية المتصاعدة بارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق المدنيين في غزة، قال نتنياهو: “إذا كنا نريد ارتكاب إبادة جماعية لما طلبنا من المدنيين المغادرة. لقد أسقطنا منشورات طوال الأسابيع الثلاثة الماضية لحثهم على الخروج”.
كما زعم أن إسرائيل هي من تُدخل المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة، واتهم حركة حماس بـ”سرقة المساعدات ومنع المدنيين من المغادرة وتهديدهم”.
تصعيد ضد إيران: “قصفنا منشآت تخصيب اليورانيوم”
وفي تصعيد لافت ضد إيران، قال نتنياهو إن طياري سلاح الجو الإسرائيلي “سيطروا على سماء إيران” ونفذوا غارات استهدفت مواقع تخصيب اليورانيوم، في ما اعتبره “جهدًا لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي”.
ودعا مجلس الأمن الدولي إلى تجديد العقوبات على طهران، معتبرًا أن “إيران لا تهدد إسرائيل فحسب، بل تهدد الولايات المتحدة والعالم بأسره”.
رسائل للرهائن وحماس
خلال خطابه، وجه نتنياهو رسالة مسجلة للأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس، وقال إنه “تم بثّها في غزة عبر مكبرات صوت”، وجاء فيها: “نحن لم ننسكم، ولن نستسلم، وسنعمل على إعادتكم بكل الوسائل”.
وفي رسالة مباشرة إلى قادة حماس، قال: “سلّموا أسلحتكم وأطلقوا سراح جميع الرهائن، وإلا فإن إسرائيل ستُطاردكم إلى النهاية”.
رفض قاطع للدولة الفلسطينية
أبدى نتنياهو رفضًا قاطعًا لمساعي بعض الدول الغربية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، قائلاً: “لن نسمح لكم بإقامة دولة فلسطينية على بُعد ميل من القدس. هذا جنون لن نقبل به بعد السابع من أكتوبر”.
ويأتي هذا التصريح في ظل تحركات دبلوماسية متواصلة من عدد من الدول الأوروبية للاعتراف بدولة فلسطين، في محاولة لإنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين.
انسحاب دبلوماسي واسع
يُذكر أن كلمة نتنياهو قوبلت بانسحاب جماعي لعشرات الوفود الدبلوماسية من قاعة الجمعية العامة، في موقف احتجاجي غير مسبوق، اعتُبر بمثابة رسالة قوية ضد الجرائم المرتكبة في غزة، وللتأكيد على عزلة إسرائيل المتزايدة في المجتمع الدولي على خلفية سياساتها العسكرية والإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
خطاب نتنياهو أمام الأمم المتحدة عكس نهجًا تصعيديًا في التعامل مع ملفات غزة وإيران وفلسطين بشكل عام، فيما بدا التحدي واضحًا للمجتمع الدولي، الذي لا يزال يُطالب بوقف فوري للعدوان على غزة، وفتح تحقيقات دولية في الانتهاكات التي طالت المدنيين والمنشآت الصحية والتعليمية.
