انتهاكات بحق عشائر السويداء تشعل موجة نزوح وقلق من اتساع دائرة العنف وسط غياب الدولة

قسم الأخبار الدولية 17/07/2025
اندلعت أعمال عنف دامية في محافظة السويداء جنوب سوريا، عقب اقتحام مجموعات مسلحة من أتباع رجل الدين حكمت الهجري أحياء يقطنها أبناء من عشائر البدو، ما أدى إلى وقوع مجازر ونزوح قسري لعشرات العائلات وسط حالة من الرعب والاضطراب الأمني. وتزامن ذلك مع انسحاب الجيش السوري وقوى الأمن الداخلي من المحافظة، ما فسح المجال لتصاعد سيطرة الفصائل المحلية.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أن تلك المجموعات هاجمت حي المقوس داخل المدينة، وارتكبت انتهاكات وصفت بـ”الوحشية”، شملت تصفيات ميدانية واعتداءات على النساء والأطفال، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد كبير من المدنيين. كما نُقلت صور لعائلات بدوية وهي تغادر منازلها تحت التهديد، وسط حرق الممتلكات ونهبها.
وفيما وثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” مقتل 207 مدنيين منذ بداية الأحداث في السويداء مطلع يوليو، بينهم أطفال وسيدات وطواقم طبية، أكد مدير الشبكة، فضل عبد الغني، مقتل 14 شخصاً من العشائر اليوم فقط، محذراً من خطر تحول الوضع إلى نمط من “العنف الممنهج المدفوع بهوية مناطقية”.
وانتشرت الفصائل المحلية المسلحة في معظم أحياء المدينة والقرى المجاورة، تزامناً مع حركة نزوح لافتة من عشائر البدو نحو محافظة درعا، حيث استقر بعضهم مؤقتاً في مساجد ومدارس مدينة بصرى الحرير. وأفاد شهود بأن الطريق الرابط بين درعا والسويداء يشهد حركة نزوح متقطعة منذ ساعات الصباح الأولى.
بدورها، أفادت شبكة “شام” بأن ميليشيات تابعة للهجري اقتحمت منازل في ريف السويداء، ونهبت محتوياتها، وأحرقتها بعد طرد قاطنيها بالقوة، ما تسبب بمقتل اثنين من السكان وزيادة منسوب التوتر والخوف من اتساع رقعة الهجمات.
وتأتي هذه التطورات ضمن تصاعد حدة الاشتباكات بين مجموعات مسلحة وقوات الجيش السوري، بعد فشل محاولات سابقة لفض النزاعات المسلحة، في وقت تتفاقم فيه مظاهر الانفلات الأمني وتغيب فيه مؤسسات الدولة، ما يثير مخاوف من انزلاق المحافظة نحو صراع أهلي مفتوح بين مكوناتها الاجتماعية.
ويُنظر إلى ما يجري في السويداء على أنه أحد أخطر تجليات تراجع سلطة الدولة في الجنوب السوري، حيث تتقاطع الحسابات الطائفية والعشائرية والسياسية، ويزداد اعتماد السكان على الحماية الذاتية في ظل فوضى السلاح وغياب أفق لحل سياسي شامل.