انتخابات النيجر وأول انتقال سلمي للسلطة في تاريخ البلاد
مالي- 30-12-2020
دعي حوالي 7.4 ملايين ناخب في النيجر من أصل 23 مليون نسمة، إلى التصويت في بلد يعد من أفقر دول العالم، ويشهد زيادة متسارعة في عدد السكان وهجمات من جماعات إسلامية مسلحة.
وأدلى الناخبون الأحد باصواتهم لاختيار رئيس جديد، في اقتراع يشكل سابقة ديمقراطية تتمثل بمغادرة محمدو إيسوفو السلطة سلميا بعد ولايتين دستوريتين في بلد عاش على وقع الانقلابات.
وقال الرئيس المنتهية ولايته محمدو إيسوفو الانتخابات الرئاسية بأن الانتخابات “يوم خاص للنيجر”.
وصرح بعدما صوّت في مبنى بلدية نيامي “إنه يوم خاص للنيجر سيشهد لأول مرة في تاريخها تناوبا ديمقراطيا”.
وتابع “إنه يوم خاص بالنسبة إليّ أيضا.. أول انتخابات منذ 30 عاما لست مرشحا فيها”، مؤكدا أنه “يجب أن يسمح هذا التناوب للنيجر بتعزيز وضعها كنموذج للديمقراطية في أفريقيا”.
ويشار إلى ان النيجر شهدت 4 انقلابات منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960.
وخاض 29 مرشحا آخر الانتخابات إلى جانب محمد بازوم مرشح الحزب الحاكم المنتمي للأقلية العربية، ومُنع هاما أمادو، الذي حل في المركز الثاني في الانتخابات السابقة، من خوض السباق بسبب إدانة جنائية، مما حرم المعارضة من أن تكون لها شخصية قيادية مرشحة في الانتخابات.
لكن حزب أمادو دعا أنصاره الأسبوع الماضي للتصويت لصالح مهامان عثمان الذي كان رئيسا للبلاد بين عامي 1993 و1996.
ويهاجم جزء من المعارضة محمد بازوم بسبب انتمائه إلى الأقلية العربية، رغم أنه مولود في النيجر.
وجاءت انتخابات النيجر في وقت تسببت فيه الهجمات المتواصلة التي تشنها الجماعات الجهادية في مقتل المئات منذ 2010 وفي نزوح مئات الآلاف من منازلهم (300 ألف لاجئ ومشرد في الشرق قرب نيجيريا و160 ألفا في الغرب قرب مالي وبوركينا).
وتقاتل النيجر التي تنتخب رئيسها الأحد منذ سنوات الجماعات الإسلامية المتطرفة في منطقة الساحل في جنوب غرب البلاد وجماعة بوكو حرام في جنوب شرقها، ولا تزال بعيدة عن إلحاق الهزيمة بها على الرغم من التعاون الإقليمي والمساعدات العسكرية.
ويرى مراقبون ان مكافحة الارهاب في هذا البلد الفقير مهمة صعبة في خضم نزاع لا ينتهي ضد أعداء مراوغين تسببت هجماتهم المستمرة في مقتل المئات منذ عام 2010 وفي نزوح مئات الآلاف .
ويذكر ان نحو 260 مدرسة اغلقت ابوابها في المناطق غير الآمنة، وعطل العنف النشاط الاقتصادي مع صعوبة القيام بأعمال في تلك المناطق بينما يستهلك الدفاع 17% من ميزانية الدولة فيما يسعى الجيش لمضاعفة عديده، علما وان قواعد عسكرية فرنسية وأميركية تتمركز في النيجر.
وبعد الخسائر الكبيرة التي سُجلت في عام 2019 مع مقتل أكثر من 250 شخصاً وفي مطلع عام 2020 مع شن تنظيم الدولة الإسلامية هجمات على معسكرات إيناتس (71 قتيلاً) وشينيغودار (89 قتيلاً) وصنام (14 قتيلاً)، أقيل وزير الدفاع ورئيس الأركان، وغيّر الجيش إستراتيجيته.
.