النيجر تطرد الصليب الأحمر وتغلق مكاتبه وسط توتر مع المنظمات الدولية
![](https://i0.wp.com/strategianews.net/wp-content/uploads/2025/02/67a3c11744cc4.webp?resize=550%2C289&ssl=1)
قسم الأخبار الدولية 06/02/2025
أمرت السلطات الحاكمة في النيجر بإغلاق مكاتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر وطرد موظفيها الأجانب فورًا، في خطوة تعكس تصاعد التوتر بين الحكومة الانتقالية والمنظمات الإنسانية الدولية. وأعلنت وزارة الخارجية في نيامي، عبر منصة تحالف دول الساحل على “إكس”، أن القرار جاء استنادًا إلى رفض السلطات لاتفاقية المقر الموقعة مع المنظمة.
تصاعد القيود على الهيئات الإنسانية
يأتي هذا الإجراء بعد ثلاثة أشهر من إغلاق مكاتب وكالة التعاون التقني والتنمية (ACTED)، وهو ما يعكس سياسة متشددة تتبعها السلطات العسكرية تجاه عمل المنظمات غير الحكومية في البلاد. وكانت الحكومة قد أبدت مخاوفها من أن توزيع المساعدات يتم بطرق لا تتماشى مع أولوياتها، مشيرة إلى أن بعض الجهات الدولية تقدم المساعدات بشكل أحادي، دون تنسيق مع الدولة أو مراعاة سياساتها الداخلية.
من جهته، أوضح الصليب الأحمر أن عملياته في النيجر تركزت على الاستجابة للاحتياجات الإنسانية في المناطق المتضررة من النزاع، خاصة في ليبتاكو-غورما وبحيرة تشاد، حيث استفاد أكثر من 70 ألف نازح من برامج الإغاثة التي قدمها. كما عملت المنظمة في النيجر منذ عام 1990، مساعدةً المجتمعات المتضررة من النزاعات والعنف المسلح.
خلفيات القرار والتداعيات المحتملة
يأتي طرد الصليب الأحمر في سياق أوسع يشهد توترًا متزايدًا بين حكومة النيجر العسكرية والمنظمات الدولية منذ الانقلاب العسكري في يوليو 2023، والذي أدى إلى تدهور العلاقات مع الدول الغربية والجهات الإنسانية. وتزايدت الانتقادات لسياسات المجلس العسكري تجاه المساعدات الإنسانية، وسط مخاوف من تأثير هذه القرارات على الأوضاع الإنسانية، خاصة مع استمرار التحديات الأمنية والاقتصادية في البلاد.
وفي ظل هذه التطورات، يبقى السؤال مفتوحًا حول مستقبل العمل الإنساني في النيجر، وما إذا كانت السلطات ستسمح لمنظمات بديلة بتولي مهام الصليب الأحمر، أم أن البلاد تتجه نحو إعادة هيكلة شاملة لطريقة إدارة المساعدات الدولية.