أخبار العالمإفريقيا

المنفي يدعو الأمم المتحدة لتعيين مبعوث دائم وتسريع العملية الانتخابية في ليبيا وسط استمرار الانقسام السياسي

في خضم الأزمة السياسية المستمرة في ليبيا، دعا رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، الأمم المتحدة إلى تعيين مبعوث دائم إلى البلاد والإسراع في دفع العملية الانتخابية التي طال انتظارها. تأتي هذه الدعوة وسط استمرار الانقسام السياسي بين الأطراف الليبية المتصارعة، في وقت تشهد فيه البلاد تدهورًا في الأوضاع الأمنية والاقتصادية، مع تعثر الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار.

وخلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، شدد المنفي على أن تعيين مبعوث دائم يعد خطوة ضرورية لتعزيز جهود الوساطة وتحقيق تقدم ملموس في مسار الحوار السياسي.

وأشار إلى أن غياب مبعوث دائم يزيد من تعقيد المشهد السياسي ويعيق الوصول إلى حل شامل للأزمة الليبية.

كما طالب المجتمع الدولي بتقديم المزيد من الدعم لإنجاح العملية الانتخابية، مؤكدًا أن الانتخابات هي السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار الدائم وإنهاء الصراع المستمر.

تعاني ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011 من صراع سياسي وعسكري طويل الأمد، حيث تتنافس حكومتان متوازيتان على السلطة، واحدة في الشرق بقيادة خليفة حفتر، والأخرى في الغرب مدعومة من الأمم المتحدة ومقرها طرابلس. وعلى الرغم من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في 2020، فإن المفاوضات السياسية لم تنجح بعد في توحيد البلاد تحت حكومة واحدة تمثل جميع الليبيين.

وتأتي دعوة المنفي في وقت حساس، حيث يشهد المشهد الليبي تصاعدًا في التوترات بين القوى المتنافسة، فضلًا عن استمرار الانقسامات القبلية والجغرافية. من جهة أخرى، يعاني المواطنون الليبيون من تداعيات هذا الصراع، بما في ذلك نقص الخدمات الأساسية وارتفاع معدلات البطالة والتضخم، مما يجعل من العملية الانتخابية ضرورة ملحة لإنهاء المرحلة الانتقالية التي طالت.

وقد واجهت الأمم المتحدة، التي تسعى منذ سنوات لإحلال السلام في ليبيا، تحديات عديدة في تعيين مبعوث دائم بسبب الخلافات بين القوى الدولية المعنية بالصراع. وكان آخر مبعوث، يان كوبيش، قد استقال من منصبه قبل إجراء الانتخابات التي كان من المقرر إجراؤها في ديسمبر 2021، مما أضاف تعقيدًا جديدًا للأزمة السياسية.

على الرغم من تلك العقبات، تظل الأمم المتحدة ملتزمة بدعم مسار التسوية في ليبيا. دعا المنفي إلى تعزيز دور المجتمع الدولي في مراقبة وضمان شفافية العملية الانتخابية، لتجنب إعادة الصراع إلى نقطة الصفر.

كما أكد على ضرورة تحقيق مصالحة وطنية شاملة بين جميع الأطراف الليبية، مشيرًا إلى أن المصالحة هي الأساس لبناء دولة ديمقراطية مستقرة.

ويظل الوضع في ليبيا مرهونًا بمدى قدرة الفاعلين السياسيين الليبيين على تقديم تنازلات من أجل مصلحة البلاد، إلى جانب استمرار الدعم الدولي لضمان تنظيم انتخابات حرة ونزيهة.

ويعتبر تعيين مبعوث دائم من قبل الأمم المتحدة خطوة حاسمة في هذا الاتجاه، إلا أن نجاح هذه الجهود يعتمد في النهاية على إرادة الليبيين أنفسهم في تجاوز خلافاتهم وبناء مستقبل مشترك.

ختامًا، تأتي دعوة المنفي كإشارة إلى الحاجة الملحة لتجديد الجهود الدولية والمحلية لتحقيق الاستقرار في ليبيا، وسط توقعات بتسريع العملية السياسية وتنظيم الانتخابات كخطوة أولى نحو إنهاء الأزمة التي استمرت لسنوات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق