المنظمات الإنسانية الأممية تعبر عن قلقها البالغ إزاء الوضع الإنساني في شمال دارفور وسط استمرار النزاع المسلح

قسم الأخبار الدولية 06/03/2025
أعربت منسقة الشؤون الإنسانية الأممية في السودان، كلمنتاين نكويتا سلامي، عن قلقها العميق حيال التقارير التي تفيد بتدمير المنازل وسبل العيش في ولاية شمال دارفور، والتي تزيد من المعاناة الإنسانية في ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من عام. وأكدت سلامي أن المدنيين هم الضحايا الرئيسيون لهذا النزاع، حيث أصبحوا في مواجهة الموت والنزوح بسبب العنف المستمر والتدمير الواسع للبنية التحتية الأساسية.
تعثر إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة
أوضحت نكويتا سلامي، عبر حسابها على منصة “إكس”، أن الوصول إلى مخيم زمزم، أحد أكبر مخيمات اللاجئين في شمال دارفور، بات شبه مستحيل بسبب العمليات العسكرية المستمرة في المنطقة. ووصفت الوضع بأنه حالة طوارئ إنسانية في الوقت الذي يحتاج فيه السكان إلى الدعم بشكل ملح. ودعت إلى تحقيق وصول آمن ودون عوائق للمساعدات الإنسانية بهدف إنقاذ الأرواح وتقديم الإغاثة العاجلة للمجتمعات المتضررة.
وكانت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) قد أعلنت في وقت سابق عن حاجتها إلى 156.7 مليون دولار لتقديم مساعدات عاجلة لإعاشة المتضررين في السودان، حيث يعاني أكثر من 12 مليون شخص من التهجير القسري بسبب الاشتباكات العنيفة.
الصراع المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023
تجدر الإشارة إلى أن الحرب الدائرة في السودان منذ أبريل 2023 بدأت بعد تصاعد الخلافات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي كانت نشأت ضمن سياق عملية سياسية للانتقال إلى حكم مدني. إلا أن تلك الخلافات تحولت إلى صراع مسلح مستمر في عدة مناطق، ولا سيما في العاصمة الخرطوم، حيث استمرت المعارك على جبهات متعددة، بما في ذلك مناطق دارفور.
هذه الحرب قد أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين والعسكريين، فضلاً عن نزوح أكثر من 12 مليون شخص داخل وخارج السودان، وهو ما أدى إلى أزمة إنسانية كارثية تهدد استقرار المنطقة. وتواجه الدولة صعوبة في توفير الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية، والطعام، والماء، مما يزيد من تعقيد الأزمة.
دعوات أممية لتمويل عاجل ودعم إنساني متواصل
في ضوء التصاعد المستمر للوضع الإنساني في السودان، حثت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على ضرورة تقديم التمويل العاجل، وكذلك تسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون أي عراقيل، لتفادي المزيد من الضحايا وزيادة المعاناة في مناطق النزاع. وقالت منظمات حقوق الإنسان إن تدمير المنازل وتقطيع أوصال سبل العيش في شمال دارفور يزيد من شدة التوترات ويضع المدنيين في مواجهة ظروف حياتية لا تحتمل.
مستقبل الأزمة: تعزيز التعاون الدولي لإيقاف النزاع
في الوقت نفسه، تسعى المنظمات الإنسانية الدولية إلى توسيع جهود الإغاثة في مختلف مناطق السودان المتضررة، مع التركيز على توفير الحماية للمدنيين ودعم استقرار الأمن الغذائي. وقد طالب العديد من الخبراء الدوليين بضرورة تكثيف الضغط السياسي والدبلوماسي على الأطراف المتنازعة من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار و العودة إلى المسار السياسي.
أزمة لا تنتهي: تأثيرات طويلة الأمد على السودان والمنطقة
وقد أكد المبعوثون الأمميون أن الأزمة الحالية في السودان ستكون لها تأثيرات طويلة الأمد على المنطقة، حيث يتوقع أن تستمر تداعيات النزاع المسلح على الاستقرار الإقليمي، بما في ذلك تأثيرات اقتصادية واجتماعية تؤثر على الدول المجاورة التي تستضيف أعدادًا متزايدة من اللاجئين السودانيين.
النداء الأممي هو استعادة السلام و إعادة الإعمار لمساعدة الشعب السوداني على الوقوف مجددًا على قدميه في هذا الوقت العصيب.