الملأ الخامس لسد النهضة: تحديات وآثار معقدة
مريم الجميلي قسم العلاقات الدولية والشؤون الاستراتيجية 01-07-2024
يعد الملء الخامس لسد النهضة الإثيوبي حدثا له أهمية سياسية واقتصادية وإنسانية، وله تأثير سلبي يلقي بظلاله على مصر والسودان، البلدين المتضررين بشدة من نهر النيل تواجهان أزمات داخلية كبرى، من معارك مفتوحة في السودان إلى أزمات معيشية في مصر.
تفاصيل الملأ الخامس:
تخطط إثيوبيا لبدء الملء الخامس للسد الذي تبنيه منذ عام 2011، لتحجز بذلك 23 مليار متر مكعب إضافية من مياه النيل وهو ما يشكل عبئا إضافيا على مصر والسودان، سيبدأ نهاية شهر جويلية يستمر حتى سبتمبر 2024.
سيتم إضافة أكثر من 15 مليار متر مكعب خلال موسم الفيضان الحالي حيث يعتقد ان الملء الخامس للسد سيكون الأكبر منذ انطلاق عمليه الملء كما تهدف إثيوبيا إلى رفع الحائط الأوسط للسد إلى 625 مترا فوق سطح البحر مما قد يمكنها لتخزين نحو 50 مليار متر مكعب من المياه مستقبلاً.
التأثيرات المحتملة:
تجري عملية الملء بمعزل عن السودان حيث يعد هذا الاخير مقلق للغاية، لمصر خاصة التي تتصدر قائمة الدول الأكثر جفافا بأقل معدل لهطول الأمطار في العالم.
تشكو مصر فقرا مائيا يصل إلى درجة الشح، وتخشى انخفاض تدفق المياه مما قد يعرض أمنها المائي للخطر بنقص خطير في مياه الشرب والري مما قد يؤثر سلبًا على التنمية الزراعية والصناعية، ويعرض الأمن الغذائي للخطر ذلك لاعتمادها على النيل بنسبة 98% من مواردها المائية.
وفي الوقت نفسه، تشير الأبحاث المصرية إلى أن بناء إثيوبيا لثلاثة سدود جديدة (سد مندايا، وسد بيكوابو، وسد كاردوبي) يمكن أن يزيد العجز المائي في البلاد، والذي قد يصل إلى 19 مليار متر مكعب سنويا، ويقلل إنتاج الكهرباء من السد العالي الإثيوبي بنحو ألف ميغاوات سنويا.
بينما يشعر السودان المشغول بالمعارك المفتوحة بالقلق بشأن سلامة سد الروصيرص، وانخفاض إنتاج الطاقة الكهرومائية وزيادة مخاطر الفيضانات.
يؤدي هذا الوضع الى زياده التوترات بين مصر والسودان واثيوبيا مع احتمال حدوث توترات اقليميه بسبب هذه الازمه التي تؤدي الى خسائر اقتصاديه كبيرة وزياده تكاليف المعيشة وزياده معدل البطالة .
المواقف الدولية
تشجع العديد من الدول والمنظمات الدولية بما فيها تلك التابعة لمجلس اوروبا الاطراف المعنية على استئناف المفاوضات من اجل التوصل الى اتفاق وتسويه دبلوماسية سليمه واستجابة لهذا الوضع تنفذ مصر مشاريع لمكافحه الجاريان السطحي ومعالجه مياه البحر لكن هذه المشاريع ليست كافيه لتلبيه الاحتياجات المتزايدة، لكن تتمسك إثيوبيا بحقها في استخدام مواردها المائية، ترفض التخلي عن خططها لملء السد.
وبسبب فشل المفاوضات وغياب التنسيق مع السودان ومصر، يتساءل بعض الأطراف عما إذا كانت الحرب ستكون خيارا إذا فشلت الدبلوماسية في حل النزاع على مياه النيل، التي تعتبر منذ ذلك الحين العنصر الأساسي لمصر.
ويشكل استكمال الملء الخامس لسد النهضة تحديا كبيرا لمصر والسودان، وهو ما يتطلب حلولا دبلوماسية جادة من كافة الأطراف المعنية من أجل ضمان الأمن المائي والاستقرار الإقليمي.