إفريقيا

ليس للخيانة والعمالة حدود !

طرابلس – ليبيا – 26-02-2020
يبدو أن بعضا من الممارسات الجاهلية لا تزال تعشش في عقلية بعض العرب في ممارساتهم في سبيل مصالحهم الأنانية في القرن الحادي والعشرين.. هذا بعض يستطيب اليوم التحالف مع أعداء الأمة، ضد الشقيق والصديق.. وهذا أمر ليس طارئا لم يعرفه العرب والعالم الإسلامي من قبل، فمنذ الجاهلية الأولى وطدت قبائل عديدة أركان ملكها بمثل هذه الأعمال والتحالفات المشبوهة حين كان العالم منغلقا على نفسه، أما الحديثة فقد وقعت في أكثر عصور التاريخ تحضرا وتقدما وانفتاحا.
سجل التاريخ تحالف قبائل عربية مع الفرس والروم لحماية حدود الدولتين ضد هجمات وتهديد العرب الآخرين، وقد خاضت القبائل المنضوية تحت أجنحة الفرس والروم معارك ضارية مع أبناء جلدتها وأولاد عمومتها، كالمناذرة الذين تحالفوا مع الفرس ضد أبناء عمومتهم الغساسنة حلفاء الروم قتل فيها الكثير من العرب على أيدي العرب!
ومع تقدم خالد بن الوليد باتجاه الحدود الشامية العراقية، اتحدت القبائل العربية المتنصرة مثل إياد وتغلب والنمر وبكر وتنوخ مع الروم، لمحاربة العرب الفاتحين!
يدور الزمان دوراته وتنطلق الشعوب نحو الفكاك من الإرث الثقيل عبر القرون وتتسابق نحو الإنعتاق،إلا البعض من العرب- لكي لا نقول جلهم من باب الجياء- يتسابق اليوم للإستقواء بالأجنبي لتدمير الأوطان وسحق الشقيق.. حدث ذلك باستدعاء القوات الغربية لتدمير العراق وليبيا وسوريا..

ويطلع علينا اليوم من تسبب في خراب ليبيا وتكبيل شعبها وتجويعه وتشريده بـ”مبادراته التحررية جدا” باستدعاء القوات التركية والدواعش والعصابات المجرمة والمرتزقة التشاديين لـ”إقامة دولة مدنية حرة”.. وتتفتق “عبقرية” أمراء الحرب على دعوة أمريكا إلى إقامة قواعد عسكرية لها في ليبيا..
ومن المفارقات العجيبة المبكية المضحكة حقا،أن القذافي الذي حرر الشعب الليبي من خمس قواعد أجنبية كانت تجثم على صدره،وفي مقدمتها قاعدة”ويلس”التي كانت أكبر قاعدة للولايات المتحدة خارج أراضيها،يأتي اليوم قائد ميليشياوي ليعيد الإحتلال والهيمنة الأجنبية.

وهنا تساءل أمين اللجنة التنفيذية للحركة الوطنية الشعبية الليبية مصطفي الزايدي:هل تحتاج أمريكا لتقيم قواعد في ليبيا إلى أذونات من حكومة يديرها موظفون صغار في سفارة قطر وتركيا وينتظرون شهوراً ليقابلهم مسؤولون في السفارة الأمريكية”؟

ويقول ماك شرقاوي، الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي لـ(سبوتنيك) إن مثل هذه المبادرة هي محاولة بائسة من حكومة السراج، لا يمكن أن تثير لعاب الجانب الأمريكي،مشيرا أيضا إلى أن رهان حكومة الوفاق على الرئيس التركي هو رهان خاسر، وهو بمثابة الغريق الذي يتمسك بقشة في الوقت الراهن.

من جانبه،تساءل الكاتب الصحفي طلال سلمان:هل من الضروري التذكير بأن “دولة ليبيا” قد اندثرت، تتناثر أنحاؤها بين القادرين على الإستيلاء على تركة الراحل معمر القذافي، مضافا إليهم السلطان التركى أردوغان الذي قرر إرسال مئات من اللاجئين السوريين كمرتزقة لاحتلال ليبيا أو بعض أرضها الغنية بالنفط؟
ليبيا التي “تبخرت” دولة القذافي فيها أصبحت أرضا مفتوحة لقوات الدول جميعا: شرقا وغربا، مع قفزة عسكرية تركية إليها تلبية لطموح “السلطان” أردوغان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق