الكرملين: زيلينسكي يرتكب “خطأ فادحا”.. وبوتين يبحث طرق ” الردع النووي”.
قسم الأخبار العالمية -26/09/2024
قالت روسيا اليوم الأربعاء إن خطة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإجبارها على السلام “خطأ فادح” سيكون له عواقب على كييف.وقال زيلينسكي لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أمس إن الحرب بين روسيا وأوكرانيا لا يمكن أن تهدأ بالمحادثات وحدها ويجب إجبار موسكو على السلام.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين “مثل هذا الموقف خطأ فادح، وخطأ منهجي. إنه تصور خاطئ تماما سيكون له حتما عواقب على نظام كييف”.وقال بيسكوف إن روسيا تريد السلام لكن لا يمكن أن يكون ذلك بالإجبار وأضاف “الموقف المبني على محاولة إجبار روسيا على السلام هو خطأ فادح تماما، لأنه من المستحيل إجبار روسيا على السلام”.
وتابع قائلا “روسيا داعمة للسلام لكن بشرط ضمان أسس أمنها”.وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا ستنهي الحرب في أوكرانيا فقط إذا وافقت كييف على التخلي عن طموحات الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وتسليم المناطق الأربع التي تطالب بها موسكو بالكامل.ورفضت كييف تماما المطالب واعتبرت أنها تصل إلى حد طلب إعلانها الاستسلام.
من جهته، دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد الذين يدعمون روسيا في حربها في أوكرانيا.وقال بلينكن خلال اجتماع رفيع المستوى لمجلس الأمن الدولي والذي عقد على هامش مناقشات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: “الطريقة الأسرع للمضي قدما هي ببساطة إيقاف الذين يمكنون ويغذون (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين”.
ودعا بلينكن إلى “سلام عادل يحترم مبادئ ميثاق الأمم المتحدة”.وقال بلينكن: “كلما زادت روسيا اعتمادها على دعمهما، زاد ما تستخرجه كوريا الشمالية وغيرها في المقابل، وكلما أعطى بوتين لبيونج يانج ودول اخرى، زادت تهديدات السلام والأمن، ليس فقط في أوروبا، ولكن في منطقة الهند والهادئ، وفي الشرق الأوسط، وفي جميع أنحاء العالم، حيث تعزز كوريا الشمالية دعمها العسكري لروسيا”.
وذكر وزير الخارجية الأمريكي أيضا الصين، التي قال إنها تساعد روسيا في الحفاظ على عمل آلة الحرب.وذكر بلينكن مجلس الأمن بمهمته الأساسية وهي “السعي لحل النزاعات بطرق سلمية”. وأضاف أن ميثاق الأمم المتحدة “واضح تماما” في هذا الصدد، مضيفا: “يجب علينا السعي من أجل سلام يعزز، بدلا من تقويض، المبادئ الأساسية للأمم المتحدة”.
من جهة اخرى، ترأس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الاربعاء اجتماعا لمجلس الأمن الروسي بشأن الردع النووي فيما تبحث موسكو كيفية الرد على طلبات أوكرانيا بأن تسمح لها الولايات المتحدة بقصف عمق الأراضي الروسية بالصواريخ الغربية بعيدة المدى.وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين إن اجتماع مجلس الأمن حدث مهم وإن “الرئيس سيدلي بكلمة”.وتابع “أما بقية (الاجتماع)، ولأسباب واضحة، فستحمل صفة سري للغاية’”.ويدرس بوتين، صانع القرار الرئيسي فيما يتعلق بالترسانة النووية الضخمة لدى روسيا، كيفية الرد إذا سمحت واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون لأوكرانيا باستخدام الصواريخ التي يزودها بها الغرب لضرب عمق روسيا.
وقال الرئيس الروسي في 12 سبتمبر إنه إذا أعطى الغرب ذلك الإذن لكييف فإنه سيكون قد دخل في قتال مباشر ضد روسيا التي ستضطر لاتخاذ “القرارات المناسبة”.ويحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاء كييف منذ أشهر على السماح لها بإطلاق الصواريخ الغربية، مثل صواريخ أتاكمز الأمريكية بعيدة المدى وصواريخ ستورم شادوز البريطانية، على عمق الأراضي الروسية للحد من قدرة موسكو على شن هجمات.
وروسيا هي أكبر قوة نووية على مستوى العالم. وتسيطر مع الولايات المتحدة على 88 بالمائة من الرؤوس النووية في العالم. في هذه الاثناء، تعكف روسيا حاليا على مراجعة عقيدتها النووية التي تحدد الظروف التي قد تلجأ فيها لاستخدام الأسلحة النووية.
وذكر الكرملين أن أي مناقشات بشأن بديل لمعاهدة نيو ستارت بين الولايات المتحدة وروسيا، التي تحد من الأسلحة النووية وينقضي أجلها في عام 2026، يجب أن تأخذ في الاعتبار الإمكانات النووية الأوروبية، وهو ما يعني ترسانتي بريطانيا وفرنسا وقال بيسكوف ردا على سؤال عن بديل محتمل لمعاهدة نيو ستارت “لم نتلق بعد ردا من الأمريكيين على ذلك، ولكن بالطبع يتعين التوصل إلى اتفاق ويجب أن تبدأ المفاوضات في أقرب وقت ممكن”.