أخبار العالمالشرق الأوسط

القصف الإسرائيلي على صنعاء يدمّر عشرات القطع الأثرية ويهدّد التراث اليمني القديم

أدى القصف الإسرائيلي الذي استهدف العاصمة اليمنية صنعاء في العاشر من سبتمبر (أيلول) الماضي إلى تدمير عشرات القطع الأثرية النادرة داخل المتحف الوطني، وتصدّع مبانيه التاريخية العريقة، ما أثار تحذيرات من فقدان غير مسبوق للتراث اليمني المادي، في ظل غياب التوثيق الرسمي لنحو مائة ألف قطعة أثرية.

وذكرت هيئة الآثار والمتاحف في صنعاء أن الغارات التي طالت مقرّ الإعلام العسكري التابع للحوثيين تسببت بأضرار كبيرة للمتحف المجاور، وأتلفت 34 قطعة أثرية، بينها تماثيل ونقوش حجرية برونزية، أبرزها تمثال «سيدة البخور» العائد للقرن الخامس قبل الميلاد، والذي يُعدّ من رموز الفن اليمني القديم. كما أصيبت مباني «دار السعادة» و«دار المالية» و«دار الشكر» والمكتبة الشرقية بتصدعات خطيرة وتحطّمت نوافذها ومشربياتها الخشبية.

وأكد الخبير الأثري عبد الله محسن أن أكثر من 100 ألف قطعة أثرية في المتاحف اليمنية لم توثّق بعد، مما يجعلها عرضة للضياع والتهريب في ظل الانفلات الأمني وضعف التمويل. وأضاف أن العاملين في المتحف تمكنوا من إنقاذ 218 قطعة من تحت الركام، فيما بقيت مئات القطع داخل الصناديق المتضرّرة.

وتضمّن تقرير هيئة الآثار تلف 13 نقشاً حجرياً في قاعة النقوش القديمة، و4 قطع في قاعة حضرموت، و11 قطعة في قاعة سبأ، إلى جانب أضرار في قاعة معين التي تحتوي على تمثال الوعل البرونزي. كما أُصيبت المسكوكات الإسلامية وكسوة الكعبة بأضرار بفعل الغبار والاهتزازات.

وتزامن القصف مع إغلاق المتحف أمام الزوار منذ أشهر نتيجة توقف الدعم المالي، ما زاد من هشاشة وضعه. وفي الوقت نفسه، تواصلت أعمال ترميم معالم أخرى، أبرزها جامع الجند التاريخي في تعز، الذي كشفت أعمال الصيانة فيه عن جدار شرقي يعود للعصر الإسلامي الأول. كما أُعلن في محافظة ذمار عن اكتشاف قناة ري أثرية تُظهر براعة اليمنيين القديمة في هندسة المياه، في وقت تواجه فيه البلاد خطر فقدان المزيد من إرثها الثقافي تحت وطأة الحرب والقصف المتكرر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق