القرصنة التركية في البحر المتوسط
11-12-2019
واصل الإعلام العربي والغربي مناقشة اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين ليبيا وتركيا، الذي وُقع في 27 من نوفمبر الماضي ولاقى اعتراضا واسعا من عدة أطراف محلية وإقليمية ودولية، مثيرة تساؤلات عمّا إذا كان هذا الإتفاق نوعا من القرصنة التركية في البحر المتوسط.
وهاجمت عدة دول الإتفاق واعتبرته تعديا على الحق الليبي، فيما وصفته الأطراف الضالعة في توقيعه بأن من شأنه أن يعيد التوازن إلى البحر الأبيض المتوسط.
وذكرت عدة تقارير إعلامية أن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لم يكتف بإشعال النار والحرب وقتل الأبرياء شمال سوريا بل يتجه إلى ليبيا بنفس الهدف والطموح.
ويواصل أردوغان إثارة المزيد من العداوات مع محيطه الإقليمي من خلال تهديد أوروبا بفتح الأبواب لملايين اللاجئين للزحف باتجاه القارة العجوز، ويمضي في طريق الكراهية التي تقتل صاحبها نحو البحر الأبيض المتوسط، في محاولة لإثارة الاضطرابات والقلاقل.
وفي هذا الاطار قال الخبير في الشأن التركي تميم علي، في حديث مع صحيفة “ستراتيجيا نيوز ” إن ما يفعله أردوغان هو حالة من حالات الهروب التكتيكي بسبب عجزه الإستراتيجي في الداخل، وعدم مقدرته على مواجهة الأزمات المتراكمة يوما تلو الآخر ، وابرزها الأزمة الإقتصادية والمالية الخانقة التي قد تقود بلاده إلى الإفلاس .
وأضاف محدثنا، أنه قد يترتّب عن هذا الإتفاق غير القانوني، أن أنقرة قد لعبت منذ انطلاق ما عرف بالربيع العربي دورا تخريبيا في مختلف دول المنطقة العربية بدعم المتشددين، والبداية من”الإخوان المسلمين” في مصر، وقد خيل لأردوغان أن الإمبراطورية العثمانية البائدة في طريقها إلى الرجوع مرة جديدة، وأن أوان العثمانيين الجدد قد حل، حسب تعبيره.
وتابع الخبير إن إفشال مخطط أردوغان في مصر جعله يشعر بأنه تعرض إلى هزيمة ، ولهذا وجد ضالته في بعض مناطق القسم الغربي من ليبيا حيث الإخوان والقاعدة وداعش وبقية الجماعات الإرهابية التي لم تتوقف تركيا عن دعمها بالسلاح والتدريب، بل إن الطائرات المسيّرة بدون طيار التي ظهرت هناك كانت تركية الصنع، بالإضافة إلى سفن وقطع بحرية تم ضبط بعضها.
وذكّر بالإعتراضات التي قدمتها اليونان بشأن الإتفاق البحري بين تركيا وحكومة فايز السراج. يشار إلى أن الرئيس التركي كان قد توعد بتطبيق الإتفاقية بعد تمريرها في البرلمان الذي يسيطر عليه حزبه.