العرب نيام والقادة يهرولون و”إسرائيل من الفرات الى النيل “…
قسم العلاقات الدولية والشؤون الإستراتيجية 30/09/2024
ترجع بنا الذاكرة الى أحدى خطابات الرئيس الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات قبل أكثر من 40 سنة يعرض فيها وثائق تكشف مطامع اسرائيل ليس في الأراضي الفلسطينية فحسب، بل في اراضٍ عربية أخرى. فقد عرض أبو عمار، رحمه الله، علامات وخرائط مُكبَّرة تتحدّث عن خارطة إسرائيل الكبرى وفيها كل لبنان والأردن، ونصف سوريا، وثلث السعودية، ونصف سيناء، وثلثا العراق.
وفي المقابلة يُوجّه عرفات نداءً إلى الأمة العربية يُطالبها فيه بأن لا تترك الشعب الفلسطيني وحيداً في مواجهة هذا الغول الإسرائيلي، لكن لا حياة لمَن تُنادي. بل العكس هو الذي حصل عندما نرى الهرولة للتطبيع مع اسرائيل، وإقامة علاقات معها، والزعم بأنهم يدعمون القضية ونحن نعرف أن الأوامر صدرت من الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب وصهره الصهيوني جاريد كوشنير عرّاب الإخضاع والنهب. والمؤلم أن أي صوت يعترض أو ينتقد يُقمَع ويُهَدَّد، حتى ولو أثبت أن الخطر قائم على الجميع، وأن إسرائيل لم تعد تخفي مطامعها وهي تحمل شعار دولتك يا إسرائيل من الفرات الى النيل، بل ان النشيد الوطني الإسرائيلي يقول بالحرف الواحد: “ليرتعد كل سكان مصر وكنعان ليرتعد سكان بابل ليُخيّم على سمائهم الذعر والرعب منّا حين نغرس رماحنا في صدورهم ونرى دماءهم تنزف و ورؤوسهم مقطوعة وعندئذٍ نكون شعب الله المختار حيث أراد الله….”وفق التعبير
وهذا بعض ما في الأخطار والعنصرية والإرهاب الصهيوني ليكشف القناع عن كل المخدوعين والخادعين والمهرولين لمدّ يد السلام الى يدٍ تقطر دماً طاهراً من دماء الأطفال الفلسطينيين، ويذهب هؤلاء الى الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي فيجدون شعار وخارطة دولة اسرائيل في الصدارة.
ومن لم يقتنع عليه مراجعة الأحداث خلال العقود الماضية، فيجد فيها العحب من تدمير الدول العربية وتشريد أهاليها، ورسم ملامح الخطوة التالية للسيطرة على منابع النيل والفرات، وابتزاز العرب وتهديدهم بالعطش بمشاركة أطراف عربية ودولية، ودعم مجموعة من الأكراد تحت اسم “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد ) حيث نفذت بروفة قطع المياه عن الحسكة السورية لتهديد حياة السكان بالعطش، وهو ما دابت تركيا على تنفيذه قبل عقود بإقامة السدود على نهري دجلة والفرات. وفي المقابل نجد أن أثيوبيا ماضية في تهديد مصر والسودان بعد إقامة سد “النهضة” على النيل والإمساك بمفاتيح المياه بدعمٍ إسرائيلي ومشاركة بعض العرب وهاهي السواحل الإفريقية تندلع ببدأ شراراة الحرب .
ولا بدّ من التذكير بمحاولة فصل كردستان عن العراق باستفتاء مُزور تمّ إحباطه بينما كان العرّاب الرئيس للعملية الفاشلة إسرائيل وغيرها، لكن هذا لا يعني استبعاد تكرار المحاولة علماً ان الأصابع الصهيونية تتمدّد في المنطقة وتُحدّد معالم الخريطة التوسّعية.
حقائق دامغة تُنذر بالكارثة المقبلة وأن الدور سيأتي على الجميع وأن السفينية ماضية الى دوامة الغرق ان لم يصحى الربان و القائد في المعركة ، مع العلم سلفاً أن العربَ نيام وقادتهم يُهرولون، واسرائيل تمضي من الفرات الى النيل .