آسياأخبار العالم

الطائرة المقاتلة J-6 الصينية القديمة تتحوّل إلى درون أسرع من الصوت

خلال عرض تمهيدي قبل معرض تشانغتشون الجوي المقرر في الفترة من ١٩ إلى ٢٣ سبتمبر، عرضت الصين علنًا لأول مرة مقاتلة من طراز J-6 مُحوّلة إلى طائرة بدون طيار.

وقد أكدت هذه المشاهدة، كما أفاد بها حساب X: @RupprechtDeino، التقارير السابقة حول اهتمام القوات الجوية لجيش التحرير الشعبي بتحويل المقاتلات القديمة إلى منصات بدون طيار.

ويشير اختيار الكشف عن النظام قبل الافتتاح الرسمي إلى جهد تواصلي مدروس من بكين لتسليط الضوء على القيمة المستمرة لهياكل طائراتها القديمة في العمليات الحديثة.

إعادة توظيف الطائرات القديمة: كيف تحوّلت J-6 الصينية إلى درون تكتيكي قابل للاستهلاك

في ظل التطورات المتسارعة في تقنيات الحرب الجوية، لم تعد الطائرات القديمة مجرد تراث عسكري بل أصبحت أدوات قابلة لإعادة التوظيف ضمن استراتيجيات حديثة.

النموذج الأبرز لذلك هو طائرة J-6 الصينية، التي عادت إلى الواجهة بعد عقود من الخدمة، ولكن هذه المرة كطائرة مسيّرة أسرع من الصوت، تُستخدم في مهام تكتيكية دقيقة وقابلة للاستنزاف.

 التحول التقني: من مقاتلة مأهولة إلى درون هجومي

كانت J-6 في الأصل نسخة صينية من طائرة MiG-19 السوفيتية، وشكّلت العمود الفقري  للقوات الجوية الصينية لعقود، ومع تقاعدها من الخطوط الأمامية، خضعت لتحولات جذرية شملت:

  • إزالة المدافع ومقاعد القذف وخزانات الوقود الخارجية.
  • إضافة نظام طيار آلي،
  • تحكم رقمي،
  • أبراج حمولات،
  • ونظام ملاحة يتبع التضاريس.

استخدامها الأولي كهدف تدريبي منذ عام 1995، قبل أن تعود علنًا في عرض تشانغتشون.

هذا التحول يضع J-6W في دور تكميلي إلى جانب طائرات أكثر تقدمًا مثل GJ-11 الشبحية  بدلًا من أن تكون في طليعة التكنولوجيا.

 الاستخدامات التكتيكية المتعددة لـ J-6W

رغم قدمها، تحتفظ J-6W بقدرات تجعلها مناسبة للعمليات الحديثة، ومنها:

  • أهداف تدريبية واقعية بالحجم الكامل.
  • طُعم لجذب نيران العدو وكشف مواقع الدفاعات.
  • منصة هجوم قابلة للاستبدال بذخائر خفيفة.
  • مركبة استطلاع عالية الخطورة.

الخصائص التشغيلية:

  • مدى يصل إلى 350 ميلًا.
  • سرعة تفوق الصوت.
  • حمولة تصل إلى 1000 رطل.

 استراتيجية التحويل: فعالية التكلفة وتوسيع النطاق

بحلول عام 2022، تم تحويل أكثر من 600 هيكل طائرة J-6، مع توقعات بوجود أكثر من 1000 طائرة صالحة للطيران، هذا المخزون يعد أداة مثالية:

  • لتقليل تكاليف إنتاج الطائرات المسيّرة الجديدة.
  • للحفاظ على بصمة رادارية وسرعة مماثلة للمقاتلات المأهولة.
  • لنشرها في قواعد محصّنة قرب تايوان، ما يعكس منطقًا جغرافيًا واستراتيجيًا مدروسًا.

 المقارنة الدولية: الصين تتبع نماذج عالمية

استخدمت دول أخرى أساليب مشابهة:

الدولة  النموذج المستخدم      الهدف التكتيكي

الولايات المتحدة       QF-4 و QF-16      التدريب والاختبار

أذربيجان       An-2 بدون طيار     كشف واستنزاف الدفاعات

لكن الصين تتفوق من حيث نطاق الاستخدام وتكامل العقيدة، حيث توظّف هذه الطائرات ضمن موجات هجومية تربك الدفاعات قبل تدخل الأنظمة المتطورة.

 الأبعاد الاستراتيجية: عقيدة الإغراق والتضليل

الظهور العلني لـ J-6W يحمل رسائل متعددة:

جيوسياسيًا: استعداد بكين لاستخدام كل الموارد المتاحة.

عسكريًا: تنفيذ ثلاث وظائف رئيسية:

إغراق الدفاعات الجوية.

كشف مواقع العدو.

توجيه ضربات دقيقة.

هذا النهج يعقّد التخطيط الدفاعي للخصوم، ويبرز عقيدة متعددة الطبقات تجمع بين الطائرات القابلة للتدمير، والطائرات الشبحية، والصواريخ بعيدة المدى.

إعادة التوظيف كأداة استراتيجية

إن إعادة توظيف J-6 كمسيّرة هجومية لا يعد مجرد استغلال لمخزون قديم، بل هو تحول استراتيجي يظهر كيف يمكن للمنصات التقليدية أن تدمج في عقيدة حديثة قائمة على التشبع والإرباك.

عرض تشانغتشون يثبت أن مستقبل القتال الجوي لن يبنى فقط على الأنظمة المتطورة  بل على كيفية إدارة الموارد القديمة بذكاء ضمن عمليات جماعية قابلة للاستنزاف.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق