الصين تطالب بتهدئة فورية بين إيران وإسرائيل وسط تصعيد عسكري هو الأخطر منذ عقود
قسم الأخبار الدولية 16/06/2025
حضّت الصين كلاً من إيران وإسرائيل على اتخاذ إجراءات عاجلة لخفض التوتر المتصاعد بينهما، بعد أربعة أيام من المواجهات العسكرية غير المسبوقة التي هزّت منطقة الشرق الأوسط. جاء ذلك في وقت تتواصل فيه العمليات العسكرية التي بدأتها إسرائيل ضد إيران، والتي أوقعت عدداً من القتلى بينهم قادة بارزون في الحرس الثوري، وألحقت أضراراً بمواقع حساسة يُعتقد أنها نووية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، غيو جياكون، في بيان صدر صباح الاثنين، إن “بكين تدعو جميع الأطراف إلى اتخاذ إجراءات فورية لتخفيف التوترات، وتجنب مزيد من الاضطرابات الإقليمية، وتهيئة الظروف للعودة إلى المسار الصحيح من أجل حل الخلافات عبر الحوار والتفاوض”.
وتزامنت الدعوة الصينية مع تصاعد وتيرة العملية العسكرية الإسرائيلية التي أطلقت عليها اسم “الأسد الصاعد”، والتي بدأت بهجوم مباغت فجر الجمعة، واستهدفت وفق الرواية الإسرائيلية أكثر من 100 هدف داخل الأراضي الإيرانية، شملت منشآت نووية وقواعد عسكرية، وأسفرت عن مقتل عدد من القيادات العسكرية، مما أشعل فتيل رد إيراني صاروخي واسع النطاق.
وردّت طهران على الضربات بقصف صاروخي مكثف طال مدنًا إسرائيلية عدة بينها تل أبيب، مخلفًا 24 قتيلاً على الأقل، بحسب مصادر إسرائيلية، إضافة إلى أضرار كبيرة في البنية التحتية المدنية والعسكرية.
وأكّد الجيش الإسرائيلي أن هدف الحملة العسكرية الحالية لا يتمثل في تغيير النظام الإيراني، بل في “تفكيك البرنامج النووي والصاروخي الإيراني”، مشيرًا إلى أن العمليات ستستمر لأسابيع، ما ينذر بمزيد من التصعيد في حال لم تُبذل جهود جدية للتهدئة.
وتأتي دعوة بكين في سياق موقفها التقليدي الداعي إلى حل النزاعات الدولية بالطرق السلمية، لكنها في الوقت نفسه تعكس قلقًا متناميًا لدى الصين من تداعيات النزاع على استقرار الإقليم وعلى المصالح الاقتصادية العالمية، لا سيما إمدادات الطاقة في الخليج.
ويُشار إلى أن الصين تحتفظ بعلاقات استراتيجية مع إيران، إضافة إلى شراكات اقتصادية متزايدة مع دول الشرق الأوسط، ما يجعلها من بين القوى الدولية الأكثر تأثرًا بأي انفجار كبير في المنطقة.
